خارطة طريق الانتفاضة والإطاحة بالنظام

مشاهدات


صورة عامة عن استراتيجية إسقاط النظام عبر الانتفاضة والقوى المنظمة للمقاومة 

أولًا، من الضروري أن أوضح نقطة جوهرية

1. فكرة إسقاط نظام ولاية الفقيه هي خط استراتيجي محدد تتبناه المقاومة الإيرانية وعمودها الفقري منظمة مجاهدي خلق منذ 20 يونيو 1981 وحتى اليوم. هذه ليست مجرد «فكرة إسقاط» بل «مشروع تغيير» لرسم مستقبل إيران. ولهذا السبب، منذ ذلك العام، تشكل «بديل» هو المجلس الوطني للمقاومة، بمنظومة وبرنامج محدد لمرحلة «الانتقال» على شكل «برلمان في المنفى»، مع خطة لمستقبل إيران وبرنامج السيدة مريم رجوي ذي البنود العشرة لإيران المستقبل. نشأ هذا المجلس بإيمان بأن «التغيير بمعنى إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممكن».


2. «الانتفاضة والإسقاط» كاستراتيجية للمقاومة الإيرانية لإطاحة النظام الحاكم هي حصيلة 46 عامًا من النضال الذي خاضته مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية منذ 30 يونيو 1981 ضد النظام : من حرب العصابات في المدن، إلى حرب عصابات في الغابات شمال إيران، ثم في مناطق كردستان شمالًا وجنوبًا، ومنذ 1986 «حرب التحرير الجديدة» في إطار كتائب مجاهدي خلق القتالية، ثم «جيش التحرير الوطني الإيراني» على مشارف الوطن في العراق، بهدف تحرير إيران عبر تعطيل آلة الحرب الخمينية لمواصلة الحرب الإيرانية العراقية . وقد تحقق ذلك عبر أكثر من مئة عملية عسكرية على جبهات القتال، خاصة عام 1988 بعمليتي «آفتاب» في منطقة فكه، و«چلچراغ» (ثريا) وتحرير مدينة مهران، مما أجبر خميني على قبول وقف إطلاق النار والقرار 598. وتلا ذلك عملية «فروغ جاویدان» الكبرى، والتوغل حتى 170 كيلومترًا داخل إيران حتى مشارف كرمانشاه، موجّهةً أقوى ضربة إسقاط للنظام بتقديم أكثر من 1300 من الأبطال الذين قدّموا أرواحهم . وفي السنوات التالية، حتى قبل 2003 واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة، أظهر جيش التحرير قدراته العسكرية عبر مناورات لفرقة مدرعة، وفي الوقت ذاته نفذت وحدات الاختراق التابعة لمجاهدي خلق خلال التسعينيات سلسلة عمليات واسعة ضد مراكز الحرس الثوري وبقية مراكز القمع والاستخبارات والقضاء التابع للنظام في المحافظات والمدن المختلفة، بما فيها العاصمة طهران


3. بعد احتلال العراق عام 2003، قبل الأمريكيون في النهاية الوضع القانوني لمجاهدي خلق كأشخاص مشمولين باتفاقية جنيف الرابعة، نظرًا لأنهم لم يكونوا طرفًا في الحرب. وطبقًا للاتفاق، كان ينبغي جمع أسلحة جيش التحرير في موقع محدد، لكن الأمريكيين نقضوا الاتفاق وسلموا الأسلحة إلى الحكومة العراقية. في ذلك الوقت، كانت المسألة الأساسية بالنسبة لمجاهدي خلق هي الحفاظ على القوة المُسقِطة لنظام الملالي، أي سكان أشرف، ضمن هيكل القيادة نفسه، ومنع النظام الإيراني عبر عملائه في العراق من القضاء عليهم. كان ذلك مسارًا صعبًا ودمويًا استمر من 2003 حتى 2016، حين نُقل آخر مجموعة من مجاهدي خلق – في «عملية الهجرة الكبرى» – إلى ألبانيا. أثناء وجودهم في أشرف، وبأوامر قاسم سليماني، هاجمت قوات المالكي مجاهدي خلق وقتلت عددًا منهم. وبعد نقلهم إلى معسكر ليبرتي قرب مطار بغداد، تعرضوا لسبع هجمات صاروخية كبيرة أسفرت عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعاقين.


4. تزامنًا مع هذه التطورات، دخل المجتمع الإيراني مرحلة «الانتفاضة» – خاصة بعد انتفاضة 2009، حيث تحولت شعارات «أين صوتي؟» و«إعادة فرز الأصوات» بسرعة إلى «الموت لمبدأ ولاية الفقيه»، مظهرةً قدرة جديدة للمجتمع على مواجهة النظام في الشارع . وعلى هذا الأساس، دعا الأخ المجاهد مسعود رجوي عام 2013 إلى إنشاء «ألف أشرف» – أي ألف «وحدة مقاومة» داخل إيران – مُعلنًا استراتيجية الانتفاضة والإسقاط، وبذلك عمليًا بدأت مرحلة إسقاط الاستبداد الديني. عني «وحدات الانتفاضة المنظمة» في المنظور الاستراتيجي وكيف يمكنها تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية؟ إن «وحدات الانتفاضة المنظمة» بالفارسية «کانون‌های شورشی» تجسد على أرض الواقع نشاطات ذكية وهادفة تضرب آلية قمع النظام وأجهزته الأمنية، ليس فقط لأنها عمليات ضد مراكزه الأمنية والتعبوية ولها طابع شبه عسكري، بل لأنها تحمل رسالة واضحة للشباب المنتفض ولكل محتج غاضب – وعددهم عشرات الملايين من بين نحو 90 مليون إيراني اليوم – بأن هذا هو الحل الوحيد. وهذا هو مصدر الخوف والهلع الأساسي للنظام من مجاهدي خلق ووحدات الانتفاضة المنظمة. بوصفها جزءًا من خارطة طريق الانتفاضة والإسقاط، تقدم هذه الوحدات رؤية عملية واضحة للمراحل اللازمة لإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية عارمة.


6. لنرَ الآن مراحل تشكيل جيش الانتفاضة والتحرير بالاعتماد على وحدات المقاومة :


أولًا: تكثير هذه الوحدات في أنحاء إيران كافة.

ثانيًا: دمج هذه الوحدات لتشكيل وحدات أكبر في المدن.

ثالثًا: توحيد الوحدات على مستوى المدينة، بحيث عند بدء الانتفاضة، تُحرر الأحياء والمدن.


وعندما تتشكل انتفاضة جماهيرية متزامنة ومنظمة، خاصة في «مدن متمردة»، سيفقد النظام القدرة على تحريك قواته القمعية للتركيز على كل هذه المدن، ويكون ذلك الخطوة الأولى لتحرير مناطق من حكم النظام، ثم السيطرة المسلحة عليها من قبل المنتفضين. وقد جُرّبت هذه التجربة في انتفاضة 2019 في بعض مدن محافظة فارس، حيث خرجت مدن عن سيطرة النظام لعدة أيام . إذا اتسع هذا الأمر، فلن يتمكن النظام من قمع الانتفاضة والسيطرة على المدن، ولهذا قال بعض مسؤولي النظام إنه لو استمرت انتفاضة 2019 أسبوعين إضافيين لكانت قد أدت إلى إسقاطه.


تعليقات

أحدث أقدم