الحضارة التي نعرفها

مشاهدات


بقلم عبد المنعم إسماعيل 


متى تفهم الأجيال أن حضارة القرى والمدن تقاس برصيد الأخلاق الموجود في الشوارع  وليس في كشافات الإضاءة التي تنير الطريق للمفسدين من عشاق الفراغ والبطالة ليلا ؟ حضارة القرى والمدن والدول تقاس بمدى تعايش الشباب والأجيال مع الفضيلة والمعرفة والثقافة الصانعة للقيم بعيدا عن هوس التقليد الأعمى لكل ما هو غربي أو شرقي جاهلي . حضارة القرى والمدن والأسر لا تقاس بالشهادات العلمية المدفوعة الاجر بالدولار أو بالريال أو بالجنية المصري أو الاسترليني بل تقاس بحقيقة الأدب والعلم القائم على الأخلاق وليس لمن يملك المال وان كان صاحبه غبي بل اغبى من حمار أهله . 


حضارة القرى والمدن لا تقاس بالبلاط  والرصيف والجوال بل تقاس بالعلم والأخلاق الحميدة المنتشرة بين الناس عامة . الحضارة الحقيقية هي امتلاك جيل من الشباب يحب الفضيلة والأدب والعفاف والصدق والحياء يكره سفاسف الأمور والاختلاط الماجن وتيه الفجور وفحش القول . الحضارة ليست لاعب كرة وممثل فاسق أو سيارة يقودها ربوي أو عمارات تمت من خلال بيع العقيدة الإسلامية وتغيير الثوابت أمام الغزو الصهيوني أو العلماني أو الشيعي المتربص . حضارة البيوت ليست في الثلاجات والمطابخ الامريكي بل في الطعام الحلال المطبوخ في ادوات بسيطة نظيفة أتت من حلال ولم تشترى من الربا أو من غسيل الأموال والتجارة الباطلة الفاسدة شرعا . الرجال توزن بالدين الذي يظهر في العلاقات وليس في السيارات أو الحيازات أو البيوت او الملابس الفخمة المشتراة من مصادر يعلم حقيقتها رب العالمين سبحانه الذي ستر لحين انتهاء سنة الاملاء والاستدراج . الحضارة ليست امتلاك مناصب تستغل في ظلم الناس أو أخذ حقوق ليست من حقوقهم بل هي اخلاق تصنع في الجيل العدل وترك الوساطة والمحسوبية التي أقامت دهماء في زي نبلاء وهم غير ذلك تماما .

تعليقات

أحدث أقدم