مشاهدات
د.سعد الدوري
مِن بَينَّ التجاهل الشائِع فهم تَرجَمّة - ( Social media ) - "كمواقع لِلتواصل الإجتماعي"فقط - وفي الحَقيقة - هي ليست إلا "مواقع لِلتجسُس الإجتماعي "- بِما تحملها مِن مَعاني فِعلية في بواطنها غير المرئية !؟
تلك (المواقع) - التي فَتحت أبواب الدَعارّة الإجتماعية وكشف الأسرار والخاص من الأمور بعد دراسات عميقة للسايكلوجية - النفسية والإجتماعية للبشر - في حُب الشهرّة والإشتهار وتَحفيزها بالمال" .. فتم إطلاق هذه - الغريزة البشرية من كل القيود تحت شعارات الحُرية الفردية وحقوق الإنسان وحرية التَعبير - فأندفعت أموام من ملايين الأفراد - (السًفهاء وَضِعاف النفُوس) - غير المُلتزمين بقواعد الأخلاق الإجتماعية والوطنية لنِشر العَجائب والغَرائب عن ذواتِهِّم والخاصة بِشعوبهم وأوطانهم أمام أنظار ومسامع "جُغرابشرية" شاسِعة .. وبِلا قِيود ولا حُدود تَحت مظلة "النظم المدَمقرَّطة" .. فَصارَّ هؤلاء الأفراد أبخَس وأنكىٰ وأخطر مِن "الجواسيس والخَونّة" الحقيقيون ضضض.. لِما يُقدِمون مِن خدمات - "كعُملاء مَجانيون" لِأجهزة ومراكز معلومات إستخبارية مُعادية للأمة .. تحت ذريعة التمتّع "بحُرية الرأي والتعبِير" - مِن دون تفكر وتَعقل وتَدبُر .. وبِلا وَعِي وحِس أمنّي وطنّي ..وسواء مَنْ كان مِنهُم يَدري أو لا يدرِّي - أنّ هُناك خَلف - (كواليس) - تلك "المواقع" ... "مُراقبون أعداء" - مُعشعِشون - مختصون مُتربِصُون مُنصِتون - علىٰ مَدىٰ دوران عَقارب الساعة ... لِيصطادوا ويَخزِنُوا في (بُنوك معلوماتِهم) العدائية اللإنسانية جميع ما يُمكن "توظيفه" لمصالح دولهم وأهدافها .. يَستثمِرها "صُناع القرار"في الحرب أو "كوسائل ناعمة" لإختراق أمنِ أوطاننا ومجتمعاتنا - أُفقياً وعمودياً - لتكون في باطِن أياديهِّم - وبِأقل من كُلف الحروب التقليدية وآثارها ونتائجها ! تَبّاَ لِما يَنشرهُ هؤلاء الأفراد (السّفهاء) مِن منشورات تَتعلق بأوطانِهٌّم شِبرا شِبرا - إجتماعياً سياسياً ..أقلياً دينياً .. تُراثيا - أثرياً - ثقافياً .. جغرافياً .. وَ لِكُل ما يَنشروه مِن ماهيات شَهواتِهم وما في شعوبهم ..!
خَسِأ (الناشِرون والمتداولون) لِتلك العُروض - المُصورّة - كالمُنحطين اللاهِثين خَلف الشُهرّة بِإظهار (العَورات) و"عورات" مُحرماتهم ..! لِلحصول علىٰ المَال ! فكُلها -لا تَقِّل خطورة عَن نَشر صور عَن مواقع تَمِّس أمن الدولة .. لأن هكذا منشورات - تؤخذ مقياساً لِمديات الإنحلال والضُعف في الأمة وإنسلاخها عَن القِيم و الأخلاق .. وتوفر للعدو الشرائح الإجتماعية ومكامن الضعف الإجتماعي التي يمكن إستغلالها وتجنيدها ..! بل حتىٰ التساؤلات والطروحات الغبيّة تمنح العدو فرصة تقدير ثقافة المجتمع المُراد غَزوه ..! ولا ينحصر "جواسيس مواقع التواصل" علىٰ أعداء خارج الوطن .. وقد تكون "طُعماً" سهلاً لأعداء داخل الوطن .. أو (لأمن دولة) تعيش فيها - رؤساءها خونّة وعُملاء - كما في العراق وأغلب بلدان العرب ! قد يبلغ اليوم مع تطور (البرامج الألكترونية والذكاء الصناعي) الىٰ إستغلال تلك (الصور الشخصية والعائلية) التي تنشرها .. لتكون مشروعاً إنتقامياً لدىٰ أطراف خبيثة حين الطلب ! فهكذا - يُحقق الأغبياء والعُراة من الأخلاق والقيم والحِس الأمني - سعادة الأعداء علىٰ حِساب أوطاننا والشرفاء والقيم والأخلاق .. فيتفاخروا بِمدىٰ نجاح تَصديرهم "للدمقرطة والحريات الليبرالية" أو إعتناقها - وفَرض تطبيقاتها المتقنعة بالحرية لتكون الجزئية والكُلية للنظم السياسية التي تحكم شعوبنا وتؤسرها (بدكتاتورية الكترونية) - لا تَفقّه ولا تَدرُك أي معنىٰ للعدالة الإنسانية .! فمتىٰ يَعِّي ويدركُ أتباع هٰذا النَهج - لَيس كِل مَنشور هو تَعبير عن "حُرِّية الرأي" وجائز وطنياً وشرعاً .. طالما سيؤدي إلىٰ إيذاء أمتنا وأوطاننا .. هذا هو قِمة (الإنزلاق غير المَحسُوس) الىٰ (مُستودع الذنوب)- من قبل الذّين لا يَعُوون ولا يدركون - لماذا قال - الله تعالىٰ - ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ .. فسبحانَّهُ لهم سيكون الحَسيِّب !

إرسال تعليق