محمد حسين المياحي
لئن کان نفوذ وهيمنة النظام الايراني على أربعة بلدان في المنطقة الى جانب قطاع غزة، يشکل هاجسا لمختلف بلدان المنطقة کما کان في نفس الوقت بمثابة ورقة وعامل ضغط وإبتزاز بيد هذا النظام على طاولة المفاوضات الدولية التي تجرى معه ، لکن بعد الهزائم والانتکاسات التي تعرض لها وتراجع دوره ونفوذه في غزة ولبنان وسوريا، فإن العراق قد بقي کأهم منطقة نفوذ له ومن دون العراق فإن اليمن في ظل حکم الحوثيين لن يشکل ذا أهمية إعتبارية قوية له ولاسيما وإنه من المعروف إن هذا النظام کان يستخدم الموارد المالية العراقية في دعم وکلائه في لبنان واليمن ومناطق أخرى، ولذلك فإن النظام الايراني وبعد فقدانه لمناطق نفوذ له في المنطقة فإن يحرص کثيرا على المحافظة على نفوذه في العراق ذلك إن فقدانه يعني بداية هزيمة استراتيجية له لن تنتهي فصولها إلا في طهران نفسها.
العراق ومنذ إستشراء النفوذ الايراني فيه، فإنه يعاني من أوضاع سلبية بالغة، إذ أن تزايد دور وتأثير الميليشيات المسلحة التابعة للنظام الايراني وإستخدامها من قبل النظام الايراني بطرق واساليب مختلفة جعل الاوضاع في العراق غير آمنة هذا الى جانب الفساد المنتشر في العراق والذي له علاقة وطيدة بنفوذ النظام الايراني حيث يسعى من أجل فرض عملائه في مواقع مهمة رغم عدم جدارتهم بها وهذا ما ينعکس سلبا على العراق ولکن من الواضح إن الشعب العراقي بدأ يعلم بأن النظام الايراني ومن وراء الغطاء الديني الذي يتشبث به يحاول إخفاء مراميه وأهدافه المشبوهة في العراق، وإن الشعب العراقي ينتظر بشغف بالغ ما يجري في المنطقة وينتظر دور العراق في الانعتاق من نفوذ النظام الايراني کما حدث في بلدان أخرى لکي يستعيد العراق عافيته وتتحسن الاوضاع المختلفة بعد إنهاء النفوذ الايراني المشبوه. النظام الايراني يحاول وبشتى الطرق والاساليب أن يبقي على نفوذه في العراق وألا يخسر الميليشيات العميلة التابعة له الى جانب الساسة الفاسدين الذي کان ولازال ولائهم المطلق للنظام الايراني وليس للعراق وللشعب العراقي، وهو أمر يحرص عليه کثيرا وحتى إنه يجري إتصالات وتنسيقات مع مختلف الاطراف بهدف ضمان ذلك، ومن دون شك فإن الشارع العراقي يعلم بأن هذا المسعى المشبوه ليس في صالحه وحتى يجب عدم السماح به لأنه من شأنه إبقاء الاوضاع السلبية على ما هي عليها وحتى جعلها أسوأ، ولذلك فإن هناك ثمة أمل في قرب خروج العراق من تحت مظلة النفوذ المشبوه للنظام الايراني.


إرسال تعليق