أسامة الماجد
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى التطور العلمي المتسارع، وقد تأثر العالم بأسره بهذا الدخول العميق، بل إنه ربما تغير أو سيتغير تمامًا بسببه، ولم يعد من الممكن الآن تحديد معالم هذه التغيرات، أو ما ستؤول إليه في المستقبل.
عندما نتأمل وضعنا الراهن، يبدو لنا أن كل الحدود قد تلاشت تمامًا. نحن أشبه بمخلوقات عاشت في وادٍ ضيق عميق أسفل قمم الجبال، ثم قذف بنا في انقلاب مفاجئ إلى ما هو أعلى من هذه الجبال، إلى سهول مرتفعة لا نهاية لآفاقها. لا توجد طرق تهدينا، لأن أحدًا لم يسبقنا إلى هناك، والشيء الوحيد الذي لن نستطيعه أبدًا هو العودة إلى حيث كنا، فالعالم الذي عرفناه بتقنيته المألوفة لم يعد له وجود.
مع الذكاء الاصطناعي، سيعيش الإنسان مغامرة ضخمة، وعليه الحذر من هذا المكان الجديد الذي وجدنا أنفسنا فيه . فهذا العالم الشاسع ليس مخلوقًا بالوراثة، إنما هو مجرد “آلة” تسير على نمط آلي، تعطينا المتوقع وغير المتوقع . فعلى سبيل المثال، أدخلت اسمي في أحد التطبيقات وسألته عن هذه الشخصية. ويا لهول ما قرأت ! أظهرني بشخصية مختلفة تمامًا عن شخصيتي الحقيقية، لا في السيرة الذاتية ولا العملية. وعندما صححت له المعلومة، رد :
“أشكرك على التصحيح وسأقوم بتثبيت معلوماتك”. بعدها بنصف ساعة، طلبت من ابني الدخول مرة أخرى وسؤاله نفس السؤال، واتضح أنه لم يُجرِ أي تغيير، ومازال مخدوعًا ومضللًا، وهو غير جدير بموهبته.

إرسال تعليق