قسم مخيف

مشاهدات

د. ضرغام الدباغ

أكتب كثيرا ضد فكرة الانتقام والثأر ... فبتقديري أن ثقافة الانتقام هي رجعية، وأفضل أن يحل محلها شعار " سيادة القانون " و" لا سلطة فوق سلطة العدالة " و" الحق يعلو ولا يعلى عليه "وافضل أن تمنح المحاكم السلطة التي لا تعلوها سلطة في البلاد، وبهذا فقط بوسع المواطن أن ينام ملئ جفونه، ولا يخشى في الحق لومة لائم .

ولكني وأنا القارئ المحب للأدب أقلب بلا هوادة في كتب وموسوعات الأدب بحثا عن الدرر في عيون الأدب وأجد منها ما يجعلك تحلق في سماوات عالية، وحين تقرأ جواهر كهذه تزداد قناعة كم هو الفرق شاسع بين كلام لا يودي ولا يجيب، وبين كلام يقذف بك بين النجوم ...

-مرة قال نائب في برلمان إحدى الدول الأوربية موجها حديثه لنائبة يسارية قائلاً " انت ياسيدتي إمرأة حاقدة كثيراً ".

فاجابته أجابة أخرسته " ذلك يا سيدي لأننا نحب الشعب كثيراً ". وأنا أحب بلادي وشعبي حباً ملك فؤادي، لا أستطيع أن أكون حيادياً ولا مجاملاً وتضيع من قاموسي الكلمات التوفيقية .

-حين قرأت قصيدة للشاعر الفرنسي بول فاليري طار قلبي شعاعاً

ليس هناك نهار أكثر ألقاً ...

من اليوم الذي يقتل فيه الخونة ؟ "

- قرأت الكثير وشاهدت الكثير من الاعمال الفنية المعبرة .... ولكنني أعترف لكم أنني حين قرأت قصيدة محمود درويش ...أثرت بي بعمق بقوتها وعنفوانها سطوع الجبين الغاضب .......

وطني !

يا أيها النسرُ الذي يغمد منقار اللهبْ

في عيوني

أين تاريخ العرب؟

كل ما أملكه في حضرة الموت

جبين وغضب

أما قصيدة معروف الرصافي مخاطبا الشهداء في يوم ارتقائهم سلم المجد ، فقد هزتني من الاعماق، ولا أبالغ حين أقول اني لم أسمع ولم أقرأ وعدا باسترداد الحق، مشفوعاً بقسم غليظ لم اقرأ ما يماثله قوة وعنفواناً .....

"برئت ذمة المروءة منا .....

إن نسي يوم شنقكم أو تنوسي "

ما هذا اليمين المعظم ... ما هذا الوعد الحق النابع من القلب والضمير ..