الطاقة ... المستقبل والآفاق

مشاهدات



د. ضرغام الدباغ 

 

أصبح إنتاج الطاقة من غير مصادرها الأحفورية (Fossil Energie ) النفط والغاز، أمرا شبه مألوف في بلدان أوربا الغربية، ومع تزايد الاختراعات التي تصب في قناة الطاقة البديلة، نعتقد أن اليوم الذي سيكون فيه أعتماد الناس على مصادر طاقتهم (ولو بنسبة عالية من الحاجة إليها) ليس ببعيد.


المسافر بكثرة بالقطار بين بلدان أوربا الغربية سيلاحظ أمرا تتزايد رؤيته، وهو اعتماد المواطنين يتكاثف على تكوين مصادر طاقة طبيعية مستدامة وهي ترتكز اليوم على : الطاقة الشمسية، والرياح، فالملاحظ أن حقول الألواح الشمسية والمراوح العملاقة تتزايد يوما بعد يوم، حقول عملاقة في ضواحي المدن والقرى، ولكن أيضا، يعمد المواطنون إلى تثبيت ألواح توليد الطاقة من الشمس تتزايد على سطوح المنازل، وهي أن لم تلغي حاجة المستهلكين للطاقة الكهربائية من الشركات، ولكنها ستقلص من حجم الحاجة بدرجة ملموسة ومهمة، وقبل كل شيء اقتصادية. بالأمس، 2 / يونيو ، قرأت إعلاناً لشركة تبيع مراوح تنتج الطاقة إذا ركبت في مجرى الرياح في أعلى البيوت، وتنتج الطاقة النظيفة، وبأسعار زهيدة، هي كلفة المراوح، وشراءها بأسعار معقولة وبالاقساط المريحة. الآن تتسابق الشركات، ومعاهد استثمار براءات الاختراع في عمل حثيث بأتجاهات:


1. تصغير حجم المعدات المنتجة للطاقة.


2. تطوير قدرة الأجهزة على صنع معدات أكثر وفرة في الإنتاج.


3. كابلات ممتازة لتوصي الطاقة بلا هدر.


4. تطوير قابليات حزن الطاقة الفائضة. ومن ذلك تطوير قدرة البطاريات.


ومنذ أن دخلت الصين سوق السيارات الكهربائية بقوة،  أحدثت تغيراً جوهرياً في عالم السيارات، ثم بإتجاه قوي وكثيف لصناعة السيارات الصغيرة (Tow seater car)  لراكبين أثنين، ورواجها لرخص أسعارها، وإدراك صانعو السيارات الصينيون، فلسفة السوق الاقتصادية، وحاجة الركاب، فأزدهرت بشكل كثيف السيارات الكهربائية، وبالتالي صناعة البطاريات وآجال شحنها، وقد أصبحت مسافة 500 / 600 كيلومتر مسافة محسومة، والهدف هو أكثر من 1000 كم،  وأعتقد أن الصناعة ستطرح  وبأسعار معقولة بطاريات تشغل السيارة لأكثر من 1000 كم.  


الآن الأمريكيون توصلوا لصناعة بطاريات ل 1000، والمعتقد أنها ستكون بيد المنتجين الصينيين، خلال سنتين . والبطاريات ستصبح زهيدة وطويلة الأجل. كما من المعتقد أيضاً أن يتحسن أداء شحن البطارية. السيارة الطائرة ليست حلماً، فقد صنعت في أكثر من دولة، وربما المعوقات تكمن في تنظيم الخطوط والسرعات، ومشكلات تكنيكية أخرى، ولكن كل المشاكل ستجد الحلول المناسبة، والقضية مسألة وقت فحسب. وفي إطار التصدي لمشكلات المناخ التي لها علاقة وثيقة بالمكيفات، مما لها علاقة وثيقة بالطاقة، يتصدى الأوربيون لهذه المشكلات ويضعون لها حلولاً بسيطة تقلل من وطأة التغير المناخي. فبدأت شركات البناء في ألمانيا، بوضع الواح من المواد العازلة (Styrobord)  القوية كعازل يحيط بالبناء بسمك لا يقل عن 27 سنتمتر(وهناك ألواح بعرض أكثر سماكة) مما يؤدي إلى عزل حراري فعال لا يقل عن 7 درجات، وربما أكثر، والبناية التي أسكنها وضعوا لها هذا العازل، واليوم 3 / حزيران / 2025 لا تأثيرات لفصل الصيف في البيت، لا أستخدم فيه حتى المروحة ...


والتقرير ماثل للطبع والنشر، وردني هذا الخبر المذهل، ألمانيا تبتكر ألواحاً شمسية بحجم راحة اليد مع قوة امتصاص ضوئي بألف ضعف ..وهذا الأختراع سيغير من اقتصاديات الطاقة بشكل حاسم،  الطاقة الأحفورية لم يعد لها ذلك الثقل الكبير الحاسم، الاكتشافات في مجال الطاقة النظيفة / المستديمة، ستحدث تغيرات واسعة. والتقنية الجديدة تعتمد على تطوير طبقات بلورية بسمك 200 نانوميتر من مواد تستبعد السيليكون .. في سباق الطاقة النظيفة، لم تكن الصين أو اليابان هذه المرة في الصدارة، بل ألمانيا التي فجّرت مفاجأة علمية قد تغيّر مستقبل الطاقة الشمسية إلى الأبد .. 


في إنجاز علمي غير مسبوق، أعلن فريق بحثي ألماني عن تطوير جيل جديد من الألواح الشمسية قادر على توليد طاقة تفوق الألواح التقليدية بأكثر من 1000 ضعف، بفضل تقنية بلورية مبتكرة قد تعيد رسم خريطة الطاقة في العالمية. حجم الألواح صغير ينتج طاقة عالية جدا .. تخيل (10 سم) سنتمتر مربع تنتج لك طاقة كهربائية تعادل انتاج (10 متر مربع) من الالواح المعروفة حاليا ..  وتخيل متر واحد مربع من الألواح الالمانية الحديثة المتطورة هذه يصبح له الامكانية ان ينتج لك طاقة حوالي 50 كيلو واط ( 50 KW) في الساعة .. هذا الاكتشاف الذي نُشر في مجلة "Science Advances"، يعتمد على تركيب فريد من بلورات التيتانات: الباريوم، والسترونشيوم، والكالسيوم، مرتبة في طبقات لا يتجاوز سمكها 200 نانومتر. هذه "الطبقات البلورية" تُشكّل ما يشبه "شطير" 



..

تعليقات

أحدث أقدم