كاتب على السجادة الحمراء!

مشاهدات



عائشة سلطان


لم تعد معارض الكتب الدولية التي تنعقد على مدار العام في بلداننا العربية، أو حتى في بلدان العالم، مجرد منصات ضخمة لعرض آخر إصدارات الكتب بجميع مجالاتها واختصاصاتها، ولم تعد تستدعي كبار الكتّاب والروائيين والشعراء ليلتقوا بقرائهم، أو ليوقعوا كتبهم، أو ليدلوا بدلوهم في قضايا المعرفة والثقافة، لقد تغيرت أشكال وأدوار معارض الكتب في السنوات الأخيرة حتى أصبحت معارض للكتب ولكل شيء يتعامل أو ذي صلة بالثقافة والمعرفة والكتب! وهو توجه لا غبار عليه، فطالما تعرض دور النشر كتباً في فنون السينما والرسم والرقص والأزياء وثقافات الشعوب والغناء وفنون الطهي والطب والرياضة و... وغير ذلك مما يجتذب ويشكل اهتمام الناس والقراء، فلا بأس بأن يتواجد أصحاب هذه الفنون والمعارف في معارض الكتب، متحدثين وضيوفاً، فيقف المخرج والممثل السينمائي والمغني والعازف والطاهي والفنان التشكيلي جنباً إلى جنب، فكل هذه المجالات تصب في نهاية المطاف في مفهوم الثقافة والتجارب الإنسانية.


يبقى هناك سؤال أو ملاحظة : فطالما أننا في معارض الكتب نستقبل الفنانة المطربة، ونتيح لها المجال لتلتقي بجمهورها وتقدم نفسها بشكل مغاير وباعتبارها مثقفة، أو قارئة مثلاً، كما نتيح للعازف أن يعرف بنفسه ومعزوفاته، وللطاهي بأن يقدم إبداعاته وجهاً لوجه أمام جمهوره، فلماذا لا يحدث الأمر نفسه بالنسبة لمهرجانات السينما والفنون والرقص والطهي وو..، لماذا لا تستضيف هذه المهرجانات الكتّاب والروائيين والشعراء كي يتم التعرف والتعريف بهم من على منصات عالمية كمهرجانات الأوسكار ومهرجانات الغناء العالمية ؟ لمَ نجد ممثلاً أو مخرجاً أو مطربة تسير محفوفة بالمعجبين في ممرات معرض الكتاب، ولا نرى روائياً أو كاتباً يسير على السجادة الحمراء، مع أن الفيلم الفائز ربما كان من أعمال ونصوص هذا الكاتب؟ نسأل من باب الفضول أولاً، لأن الأمر لافت فعلاً، فكيف يقام مهرجان عالمي، وتُمنح جوائز كبرى لفيلم عالمي كتب قصته أو السيناريو الخاص به مؤلف أو روائي عالمي، لكننا لا نجد له أثراً أو وجوداً في المهرجان، ولو على سبيل ضيف شرف؟ إن إثارة السؤال سببه كثرة تواجد الفنانين وغير الفنانين في أروقة المعارض، وأيضاً من باب تفعيل نظرية المعاملة بالمثل!

تعليقات

أحدث أقدم