عيون العجائب للدكتور علي بن تميم

مشاهدات


موفق العاني 


الدكتور علي بن تميم أحد فرسان العربية في دولة الأمارات العربية المتحدة، وأحد أبرز النقاد في الوطن العربي ، يقف على رأس مركز اللغة العربية في هيئة السياحة والثقافة في أبو ظبي .. له كتابات إبداعية ونقدية يتجسد فيها جمال لغة الضاد ، والحرص على أساليبها ونجد فيها القدرة على تحليل التعبير اللغوي في قصائد الشعراء، وكتابات الناثرين ، وفي كتابه ( عيون العجائب ) في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب ، غاص د. بن تميم  في لجب ابي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي، الشاعر العباسي الذي ولد في الكوفة عام 915 م ، وأتحف القارئ العربي بأربعين درةً انتقاها من قصيد هذا الشاعر مالئ الدنيا وشاغل الناس وصف نفسه بالقول : 

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قصائدي….

إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً


ويُعتبر المتنبي واحداً من أعظم الشعراء العرب في التاريخ . تميز شعره بالحكمة والفلسفة، وتناول مواضيع متعددة مثل الفخر، والمدح ، والهجاء، والوصف، والغزل . وقد استطاع د. بن تميم ان يصحبنا في رحلته الباحثة عن العجائب بإسلوب إبداعي شيق تصدى فيه إلى المعاني الغزيرة والروائع البلاغية التي امتطاها أبو الطيب ، لينسج بها ثوب قصيده ويصوغ القلائد لتزين جيد الزمن ، وكيف كان شاعراً بارعاً في استخدام اللغة وتطويعها ، لتأتي الألفاظ والعبارات حاملة عمق المعاني ، وجمال الموسيقى ، وكيف كانت لديه قدرة فريدة على اختيار الجمل والصور بطريقة تُظهر عظمة  اللغة وقوتها ، وكيف تناول هذا المتنبي موضوعاته الشعرية المتعددة ، في الفخر والمدح ، واستطاع بن تميم كذلك أن يستلَ عجائب وغرائب من بين فرائد هذا الشاعر الفارس ، وكيف كان يفخر بنفسه وقومه، ويُظهر شجاعته وفروسيته . والتي تجسد الجانب الذي يُظهر فيه الشموخ والاعتزاز بالنفس . 


وجاء الكتاب في 303 صفحات من القطع الكبير معززة برسومات تعبيرية متناسقة مع كل بيت تناوله الدكتور علي بالشرح والتحليل، بإسلوب جميل مستخدماً خطاباً إبداعياً فنياً، يعكس صورة را ئعة تتمثل فيها القدرة على الدخول في أعماق المدلولات اللفظية ، يجد القارئ نفسه متنقلاً في روضة غنّاء مليئة بالزهور والألوان التي تُحيرالناظر .. ولن أطيل كي لا أنال من متعة القارئ لهذه العيون والعجائب!!!! 




تعليقات

أحدث أقدم