مقامة اللوگـي

مشاهدات


صباح الزهيري


نشر الصديق فارس الربيعي فلما توضيحيا عن الفرق بين الكلب , والسلوكي , واللوگـي بينهما , يقول المتحدث : 


ان اللوگـي حيوان عديم الفائدة لاينفع للصيد ولا للحراسة , وليس لديه عداوة ولا حراسة , وأنما يتودد لكل من يلقي له عظما , فتراه قربه هازا بذيله , ومن هنا جاءت التسمية اللوگـي , فهولايحرس ولا يصيد , فأبعدوا عن اللوگـية اللذين يهزون بذيلهم , وفي الحياة هو عبارة عن شخص بلا شخصية بلا ذوق بلا رأي يتبع ما تتبعه انت او غيرك حسب المصلحة ويشعرك بأنك ملكاً في تصرفاتك وفي كلامك , أما اللوگـي بالإنجليزية : ( Loki)‏ فهو شخصية خيالية يظهر في كتب القصص المصورة التي تنشرها مارفل كومكس , كما انه كيان الشغب والمشاكسة والأذى في الميثولوجيا النوردية,  ابن العملاقين فاربوتي ولوفي , وابن بالتبني للإله أودن , ويوصف بأنه مبتكر كل أنواع الاحتيال .


اللوگي و اللاحوگ واليمسح اچتاف لو صعد فوگ الغيم هم ناصي ينشاف .


التملق واللواگـة من الصفات الذميمة والتي لا يمارسها إلا شخص ذليل حقير, لا مبدأ له , ولا كرامة عنده , عبدٌ لمصالحه وغاياته وأهدافه , يسعى إلى تحقيقها بكل وسيلة , فيكذب , ويحتال , وينافق , ويذل نفسه , ويُصغّر حاله ليصل إلى مبتغاه وإن كان ذلك على حساب الحقيقة والإضرار بالآخرين , وهي ظاهرة انسانية عالمية يبدو اننا ورثناها من مجالس الخلفاء والامراء والملوك والرؤساء المنحرفين , وما كانت تفعله حاشيتهم وتعبث في مقدرات الناس والدول لأنها تتدخل باتخاذ قرارات غبية مصدرها اللوگـية , فالتملق أو اللواگـة إذا انتشرت في مجتمع أفسدته , وهي ظاهرة نفسية واجتماعية خطيرة امتدت للسياسة والثقافة والتربية والتعليم محليا ودوليا , وانتشرت بين الذين نسميهم للأسف مثقفين واكاديميين اكثر من انتشارها بين صغار الموظفين وبسطاء الناس .


لاخنت لانمام لا لوگـي طبعي  ليش الوجه درتوه مو جنتو ربعي .


يُعرف التملق في اللهجة العامية في العراق بـ (اللواگـة) ويُراد بها النفاق والتزلف للآخرين , والتمجيد لهم ومدحهم حتى وإن كانوا فاشلين , لنيل رضاهم والتقرب منهم لتحقيق المصالح المادية والمعنوية , فالمتملق أو (اللوگـي) هو من يتزلف لصاحب السلطة والنفوذ والمال ليحقق مصلحة شخصية أو غاية معينة , ويخرج من ذلك المجاملة الصادقة , والمديح المستحق لأهله , والتودد للأخرين كخلق رفيع يتحلى به الإنسان , لكن إذا تجاوزت المجاملة حدها , والمديح قدره , والتودد مداه أنقلب إلى تملق ولواگـة ونفاق , ناهيك عن مدح شخص وإطراءه ووصفه بصفات ومزايا ليست فيه , فهذه قمة  التملق و (اللواگـة) , والتملق صفة ذميمة لا يمارسها إلا أخس الناس , وعلماء النفس يعدون الشخصية المتملقة أو اللوگـية شخصية مركبة تعاني من نقص وحرمان وعدم الثقة بالذات , ويطلق على المتملق في مصر (الأونطجي) وهي كلمة أصلها يوناني (أفانتا) بمعنى حيلة , والأونطجي هو الشخص الذي يستخدم الحيل والنفاق للوصول إلى غاياته وأهدافه , ويطلق عليه أهل الشام ماسح الجوخ , والجوخ نوع من الصوف (المخمل) وهو نوع فاخر من الثياب يتزين به الولاة والملوك والسلاطين ويلبسونه في المواكب والاحتفالات لإظهار الزينة والترف والثراء , والكلمة تركية (فالجوخة دار) مصطلح يطلق على الذي يقوم على خدمة السلطان في إعداد وتنظيف وتلبيس الأحذية , فماسحو الجوخ هم أولئك الذين يتقربون من أصحاب الجوخ من الملوك والولاة والسلاطين وأصحاب المناصب والوجاهة فيمسحون عباءاتهم المخملية من الغبار والشعر الذي يلتصق بها طمعاً بالحظوة عندهم ونيل المال والجاه , ثم بمرور الوقت أصبح استخدم مصطلح مسح الجوخ يرمز إلى التقرب من أصحاب المناصب والنفوذ بالنفاق للوصول إلى الغايات , فكل من يتزلف أو ينافق لشخص ذو مكانة مرموقة للوصول إلى غاية ما فهو ماسح جوخ .


لاتظن زين يصير الطبعه لوگـي ماينعدل للموت ذيل السلوكي .


نشر السيد داود الكعبي مقالا يتحدث عن هذه ظاهرة اللوگـية , التي اصبحت وللأسف سمة للإدارة العليا والإدارات الادنى بما فيها التخصصية في العراق حتى اصبح الشعار السائد وراء كل قرار , وأن كلمة لوگـي هي اكثر استخداماً في العراق , وهناك من يجيدها ويعرف كيف يستخدمها ليصل من خلالها الى مبتغاه وهدفه المنشود , وتعتبر هذه الصفة ذميمة وتلتصق بأخس الناس , والمجتمع من ناحيته لا يحترم من كانت هذه صفته وديدنه , اما علماء النفس فيعدون الشخصية اللوگـية هي شخصية مركبة وتعاني من نقص وحرمان , اضافة الى انها شخصية مهزوزة لا تمتلك القدرة على مواجهة الصعاب والاحتمالات وكذلك الصدمات , فتذهب الى الشخصية التي تفوقها او التي تترأس عليها تروم التملق والتقرب اليها في سبيل رضاها وكسب ودها , وبالتالي حصولها - أي شخصية اللوگـي- مبتغاها , وبتعبير آخر ان اللوگـي دائماً ما يكون قليل الحياء غير عابيء بما يجري من حوله من امور بقدر ما تعنيه مصلحته الذاتية , ويرى الكعبي ان (للواگـه عدة مستويات , فضلاً عن المستويات او الصفات آنفة الذكر, فليس من الثابت دائماً ما يكون اللوگـي هو من الرعية وعامة الناس , بل قد يكون بمنصب وزير لكنه يتلوگ الى رئيس كتلته , او برلماني ويتلوگ الى رئيس البرلمان , او حزبي كبير ويتلوگ الى رئيس حزبه , وهذا اللوگـي قد يكون اكثر وعياً وثقافة ومعرفة وحامل شهادة اكاديمية , ومع ذلك يتلوگ الى رئيس حزبه المنتمي اليه , ورئيس هذا الحزب ليس بالضرورة ان يكون منتخباً بقدر ما يكون معيناً , وانه اخذ منصب رئاسة الحزب بالوراثة , كما حدث في بعض احزابنا العراقية تماماً . أحيانا نخشى على شخص من الانكسار , فنتفاجئ به يكسرنا , بلا شفقة ,


 إن المنافق شر من وطئ الثرى يبدي ويظهر عكس ما يخفيه , 

فإذا تكلم لا يطبق قوله وكأن ما قد قال لا يعنيه .


تعليقات

أحدث أقدم