الله هو ولي أمر النساء

مشاهدات


سحر آلنصراوي


من القضايا التي تكرّر طرحها عبر التاريخ و التي ظلّت تثير الجدل هي مكانة المرأة في التّشريع الإلهي، ومدى استقلاليتها في تلقّي الأحكام والتّشريعات .

يعتقد البعض أنّ الرّجال وسطاء بين الله والنساء، بينما النّصّ القرآني كان واضحًا ولا يستلزم أيّ اجتهاد . خاطب اللّهُ النّساء مباشرة في كثير من المواضع، وأعطاهن حقوقًا واضحة دون حاجة إلى وسيط ذكوري.. لذا,عندما يُطرح السؤال : "من ولي أمر النساء؟"، تكون الإجابة واضحة في القرآن: الله هو من يتولى أمور النساء، وليس الرجال.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
"وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ الَّلَاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا"
(سورة النساء: 127)

أي أن الله هو المصدر الوحيد للتشريع في شؤون النساء، ولم يترك الأمر لأهواء الرجال أو لتفسيرات منحازة . هذا يوضّح أن الأحكام المتعلّقة بالنّساء تأتي مباشرة من الله، دون حاجة إلى تدخل ذكوري كوسيط بينهن وبين التشريع الإلهي . ثم يتابع النص بالحديث عن يتامى النساء اللواتي حُرمن من حقوقهن، حيث يوضح الله أن هناك ظلمًا يُمارَس عليهن بمنعهن من حقوقهن المالية أو رغبة البعض في الزواج بهن دون إعطائهن ما كُتب لهن من حقوق . وهنا تدخل إلهي مباشر لحماية هؤلاء النساء من الاستغلال، مما يؤكد أن الله لم يترك شؤون النساء بيد الرجال ليقرروا مصائرهن، بل فصل في الأمر بنفسه لحفظ العدالة.

هناك العديد من الآيات الأخرى التي تؤكد أن المرأة تتلقى أوامرها من الله مباشرة . وأن الله يخاطب النساء بشكل مستقل، مثال ذلك :

"وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (الأحزاب: 33).

كما يذكر اللّه تعالى النّساء جنبًا إلى جنب مع الرّجال في التّكليف الإلهي، دون تمييز أو تفويض للرّجال للتّحكم بمصير النساء.

"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ..." (الأحزاب: 35)

إنّ اللّه لم يجعل للرّجال حق التّصرّف في شؤون النّساء و لا فوّضهم عليها بل أعطى النساء الحق في اتخاذ قراراتهن، مثل الزواج والطلّاق والتملّك والعمل وعليه فإنّ الله هو الذي يحدّد حقوق المرأة، وليس الرجال .لم يعطِ الله للرّجل سلطة مطلقة على المرأة، بل جعلها كيانًا مستقلاً يخاطَب مباشرة في التشريع. وإن كان هناك تفويض في أيّ أمر، فهو تفويض إلهي، وليس بشريًا .

تعليقات

أحدث أقدم