متعَبُ الروح

مشاهدات



مكي النزال


مُـتـعَبُ  الــرّوحِ، مُـسـتَفَزُّ الـفُـؤادِ

مُجهَدُ الفِكرِ، موغِلٌ في اجتِهادي


أُتـعِبُ الـنّاسَ فـي احـتدامِ جِدالٍ

جــارِحَ الـرَّأْيِ مُـغرِقًا فـي عِـنادي


وكَــأَنّـي  الـمـسـيحُ بَــيْـنَ يَـهـودٍ

يَــتَـبـاهـى  صَــلـيـبُـهُ بــالــحِـدادِ


وَيْـكَـأَنّـي غُــرِرْتُ أو كُـنـتُ بِـدعًـا

يَـتَـعـالى عــلـى عُــقـولِ الـعِـبادِ


أَوْ  لَـعَـلّـي مُـدَلَّـهٌ لـيـسَ يَـرضـى

بِـــنـــداءٍ يــســوســهُ وانــقــيـادِ


أَو كَــأَنّـي غُـــرِزتُ فَــحـلَ نـخـيلٍ

نـــادِبٍ  بـالـحـفيفِ أَرضَ الـسَّـوادِ


قِـصَّتي تَـحمِلُ الـصِّراعَ، وشَـأني

شَــأْنُ قَـيـسٍ أَشــاحَ عــن تَـوبادِ


أَفـلَـحَـت فــي مُـرامِـها غَـزَواتـي

وعَــلا صـيـتُ نَـصرِها فـي الـبِلادِ


ثُـمَّ أَرخَـت، فَـهادَنَت، فـاستَكانَت

وَتــهـاوَت عـلـى الـثُّـغورِ جِـيـادي


بَــيْـدَ  أَنّــي أَبَـيْـتُ إِلّا شـمـوخي

وَكَـسَـرتُ الـعَـتِيَّ مــن أَصـفادي


ثُــرتُ مِــلءَ الـجِراحِ بُـركانَ رَفـضٍ

أَن  أَكـــــونَ الــطَّــعـامَ لِــلـصَّـيّـادِ


تِـلكَ نـاري الَّـتي تُـرى مِـن بَـعيدٍ

تَـطلُبُ الـضَّيفَ للقِرى في الوهادِ


وحُــصـونـي بِــعِـزِّهـا شـامِـخـاتٌ

وفُـــراتـــي  يـــجـــودُ لِــلأَكــبــادِ


كَـيـفَ لا والـعِـراقُ مَـنبَتُ روحـي

مِـنـهُ شِـربـي وفـيهِ أَطـيَبُ زادي


مِنهُ رُمحي وَمِنهُ سَيفي وَدِرعي

وسِـهـامي فـي وَثـبَتي واتِّـقادي


هُـــوَ إن ثُــرتُ دافِـعـي لِـجُـنوني

ودلــيـلـي  إلـــى دُروبِ الــرَّشـادِ


واحـتِدامي، وَصَـوْلَتي، وانـفِعالي

واصـطِباري على الفُصولِ الشِّدادِ


أنـــا سَـيْـفُ الَّـذيـنَ ظَـلّـوا كِـبـارًا

بِــذُراهُـم تَـمَـسُّـكي واعـتِـدادي


لَــنْ يَـصُدَّ الـحَديدُ غَـضبَةَ روحـي

وسَـيَـصـلى  أَتـــونَ نــارِ جِــلادي


ذاك  إرثُ الآبــــــــاءِ والأجـــــــدادِ

ســيــكــونُ الـــمَــآلَ لِــلأَحــفـادِ

تعليقات

أحدث أقدم