عندما كنا أمة

مشاهدات



موفق العاني


مَشَيْنا على جَمْرِ الغَضَى بِرِضَانَا 

وكُنّــا جِـبَالاً والسُفُوْحُ عِـدَانـا

...

شَـرِبْنـا زُلالاً صـافياً طـابَ نَبعُـــهُ

بعزٍ ولم يُفلِــحْ بذاك سِِـوَانَـا 

...

ونبقــى أُبــاةً لا يُطَالُ شُـمُوْخُنَـا

وَلِلْمَجْـدِ  والعَليَا دُرُوْبُ سُرَانَا 

....

صَبَرْنَا على اللأوَاء نَلْوِي عَنَانَهَا

وَقَـد خَابَ مَكْرُ الغَادِرينَ وَهَـانَا

....

رَسَمْنَا بِذَاكَ الصَبْرِ لِلعِزَّ لَوْحَةً 

وَلم نَشْكُ مِمَا نَـابَنَـا وَدَهَـانَا

...

جَفَانَــا زَمَـانٌ كَانَ فيهِ رِجَالُنَــا  

إذا عَـضّ قَوْمَاً يُتْرِعُوْنَ جِفَانَا

....

وَنَحْنُ سَنَبْقى مابَقِينَا بِنَهْجِهِم.

نُجُـوَمَـاً إذا غَطَّى السَحَابُ سَمَانَا

...

جَعَلنَـا صُمُوْدَ الشُمِّ أُمَّا نَبُرُّهَـا  

وَصَبْــرَ الرِجَالِ الأَوْفِياءِ أبَانا

....

 سَرَيْنَـا بِلَيْلٍ نَقْتَفِـي أثْــرَ فَجْرهِ

نَغُـذُّ وَعَــزْمُ المُؤمِنِينَ رِدانَا 

....

يُبَارِكُ جَمْـعُ الخَيِرينَ مَسَـارَنَـا 

وَيَحْفـظُ لَيْلُ المُدْلجِينَ سُرَانَا 

....

تَسِيْرُ على هَدْي النُجُوْمِ رِكَابُنَـا 

سُهَيْلٌ إذا ضَلَّ الحُدَاةُ هَدَانَا 

....

لندركَ صُبْحَاً واعَدَتْنا شُمُوْسُهُ 

حَثَثْنَا لَـهَا وَسْطَ البَهِيْمِ خُطَانَا 

 ....

دُمُوْعُ سُرُوْرٍ في عُيُوْنِ شُمُوْسِنَا

تَجُــوْدُ  بِهَا من فَـرْحَـةٍ بِلِقَانَا 

 ....

يُشَاطِـرُهَـا الأَفـْرَاحَ زَهْـرُ جِنَانِنَـا 

فَيَنْسَـابُ عِطْــرٌ في هُبُوْبِ هَوَانَــا

....

وتَزْهُو رِيَـاضٌ مُجْدِبَاتٌ بِأرْضِنَـا 

وتَختالُ جَذْلَى تَحْتَفي بِنَدَانَا

....

تَحُطُّ رِكَــابُ القَادِمِيْـنَ رِحَالَهَــا

وَيَمْلَأُ تَغْـرِيْدُ الطُيُوْرِ فَضَانَا

....

لنا الفَخرُ في دُنيا الفَخَارِ وَعِــزَةٌ

بَذَلْنَــا لَهَا في الدَاهِمَاتِ دِمَانَا 

....

سُيُـوْفٌ لَنَا كَانَتْ وَتَبْقَى رَهِيفَـةً 

تَلُوْذُ بها في النَازِلاتِ رُبَانَا

....

فلا ينسَ أعـداءٌ لنا سُمَّ سَيْفِنَـا 

وَكَمْ رَفَّ بالنَصْرِ المُبِيْنِ لِـوَانَا

....

رِجَالٌ إذا دَارَتْ رَحَاهَا بَوَاسِــلٌ  

بِعَزْمِهُـمُ يَبْقَى التُرَابُ مُصَانَا

 ....

مَتَى دَنَّسَ البَاغِي ثَرَانَا بِغَفْلَــةٍ  

نُـطَّهِــرُ بالبِيْضِ الرِقَاقِ ثَرَانَا 

....

خُطُوْبَــاً عَبَرْنَــا مُنْذُألفٍ وَنَيّفٍ

وَقَـد دَارَ في كُلِّ البِقَـاعِ هُدَانَــا

....

وَدَانَ لَنَا كِسْرَى على رُغْمَ أنْفِهِ  

وَهِـرْقَلُ في اليَرْمُوْكِ بَاتَ مُهَانَا

 ....

بِخَيْلٍ يَهُزُّ الشُمَّ صَوُتُ صَهِيْلِها 

وَجٍبْرِيلُ يَـرْمِي هامَةً وَبَنَانَا  

....

يَقُوْدُ على نَقْعِ النِــزَالِ خُيُوْلَـهَ 

وَيَحْمِـلُ سَيْفَاً مُرْهَفَاً وَسِنَانَا

....

فَطَاعَ لَنَا كُلُّ العُتَاةِ وَأذْعَنُـوْا

على نَصْــرِنَا رَبُّ العِبَـادِ أعَانَا 

....

وَبِالعَدْلِ سُدْنَا لا بِظُلْمٍ وَقُوْةٍ 

بِنَـا بَاتَ دَارُ الخَائِفيــنَ أمَـانَا 

....

سَنَنْشُِدُ ماعِشْنا قَصِيداً لِأُمَةٍ  

نَشُــدُّ بِهِ في الدَاهِمَاتِ قِوَانَـا

----------------------------------

 من ديوان نوارس فقدت شاطئها 

تعليقات

أحدث أقدم