سحر آل نصراوي
البخل والجبن من الصفات المذمومة التي تُضعف القلب و الروح وتُعيق الإنسان عن أداء رسالته في الحياة. فالبخيل يمنع الخير عن نفسه وعن الآخرين، ويعيش في خوف دائم من فقدان ما يملك، بينما الجبان يتهرب من المواجهة وحتى من الوقوف مع الحق والعدل خشية الأذى . والبخل مرض القلب وسبب الهلاك ، فالبخل لا يقتصر على المال فحسب ، بل يمتد إلى العطاء العاطفي والإجتماعي والمعرفي والروحي . وهو صفة مذمومة في الإسلام،
إذ يقول الله تعالى :
"وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ" (الحشر: 9)
فالشح هو أعمق درجات البخل، حيث يمسك الإنسان بما يملك حتى لو أدى ذلك إلى هلاك نفسه ومجتمعه .
والنبي محمد ﷺ يقول :
"إياكم والشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم" (رواه مسلم).
أما الجبن فهو ضعف القلب وهزيمة النفس وهو خوف الإنسان من مواجهة الحق والظلم والعدوان ، وهو ما يعيق الأمة عن النهوض والعدل .
وقد كان النبي ﷺ يستعيذ منه في دعائه :
"اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل" (رواه البخاري).
فالجبان يفقد الشجاعة والإقدام، ويفر من المواقف التي تتطلب الحزم والثبات، مما يضعف كيان الأمة والمجتمع . إذا فإن البخل والجبن وجهان لعملة واحدة . البخيل يخشى الفقر، والجبان يخشى الموت، وكلاهما يعيش في دائرة الخوف والحرمان . لهذا، دعا الإسلام إلى الموازنة بين التوكل على الله والكرم في العطاء، وبين الثبات والشجاعة في مواجهة الظلم والباطل . ختامًا إن التحرر من البخل والجبن يتطلب كثيرا من الإنساتية و كثيرا من الإيمان.
"مَن جادَ سادَ، ومَن بخِلَ رَذَلَ، ومَن خافَ سلِمَ" (حكمة عربية).

إرسال تعليق