مكي النزال
شـهيدُ الـجوع لـم يبلُغ فطاما
تــضـوّر فــي مـجـاعته فـنـاما
تـبـتّل، ثـمّ أخـبتَ، ثـمّ أرخـى
جـفـونًا غـضّـةً أخـفـت ضـراما
تـصـدّع قـلـبهُ مـن فـرط جـوعٍ
وعــن أنـفـاسهِ الـعذراء صـاما
وثــديُ الأمّ يـصـرخ: يـا إلـهي
إلـيـك بــه لـتـطعمه الـطـعاما
عـجزتُ، وأنـت خـالقه، فـخذهُ
وأقــرِئــهُ الـتـحـية والـسـلامـا
ومــن قـتـلوه فـاجـعلهم نـثارًا
لـتـنصف مــا تـكـابده الأيـامى
ويــا ربّ الـعـدالة خــذ بـثـأري
وثـــأر أحــبـةٍ تُــركـوا يـتـامـى
صـبـرنا فـي الـنوازل، وامـتثلنا
وعـشـنا فــي مـصيبتنا كـراما
حـمـلـنا رايـــة الـتـوحيد حُـبًّـا
وخضنا الحرب نسألك السلاما
ولــم نـركع لـغيرك مُـذ خُـلقنا
ولـم نـخضع، ولـم نُرخِ الحزاما
سـرينا في طلاب الحقّ جمعًا
وزدنـــا بـحـر ثـورتـنا احـتـداما
فـيـا ربّ الـخـليقة لـيـس مـنّا
مـلولٌ مـن قضائك إن تسامى
وحـقّـك لَـلـشهادةُ خـيـرُ أمــرٍ
لـها نسعى وتكرهها النعامى
وإن عـزموا عـلى غـدرٍ عـزمنا
عـلـى أن نـبـلغ الـعـزّ الـمُراما
وإن جُـعنا فـفي الجنّات نلقى
ثـمـار الـصـبر نـقـطفها مـقـاما
.
إرسال تعليق