الفكر العروبي والإسلام السياسي: بين الماضي والحاضر

مشاهدات




بقلم : اللواء مزهر الطرفة العبيدي


عند الحديث عن المشهد السياسي العراقي، لا بد من التمييز بين الفكر العروبي الذي ساد في مراحل معينة، وبين ما يُعرف اليوم بالإسلام السياسي. ولكي نفهم الفارق بينهما، علينا العودة إلى التاريخ ، بالأسماء والحقائق، دون تحيز أو تحريف .


الفكر العروبي: عقيدة الدولة العراقية في ستينيات القرن الماضي ، كان الفكر العروبي هو الأساس الذي قامت عليه الدولة العراقية، وكان أبناء هذا الفكر من مختلف المذاهب والمناطق، فلم يكن هناك تمييز بين سني وشيعي أو عربي وكردي، بل كان الانتماء للوطن والأمة هو المعيار. من رموز الفكر العروبي في العراق، الذين نهلنا منهم فكريًا في تلك الفترة، عدد من الشخصيات البارزة من الجنوب ومن المكون الشيعي تحديدًا، مثل :

- د. فؤاد الركابي

- ناجي طالب

- نعيم حداد

- طالب شبيب

- حازم جواد

- عبد الرزاق شبيب

- د. أحمد الحبوبي

- هاشم علي محسن

- عبد الكريم فرحان

- سعدون حمادي

- علي صالح السعدي

- عبد الإله النصراوي

وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة بذكرهم .


بعد ثورة 14 رمضان 1963، تشكلت أول حكومة برئاسة أحمد حسن البكر، وضمت عددًا من الوزراء الشيعة دون أي محاصصة طائفية ، بل على أساس الفكر العروبي :

طالب شبيب - وزير الخارجية

علي صالح السعدي - وزير الداخلية

حازم جواد -  وزير الوحدة

عبد الكريم فرحان -  وزير الإعلام

أحمد الحبوبي - وزير التخطيط


لاحقًا، تقلد ناجي طالب (ابن الناصرية) منصب رئاسة الوزراء، بعد أن كان وزيرًا للخارجية، وكذلك سعدون حمادي (ابن كربلاء)، ومحمد حمزة الزبيدي (ابن الحلة)، لأنهم كانوا عروبيين بالدرجة الأولى، وليس بناءً على انتمائهم الطائفي.


المؤسسة العسكرية: مهنية فوق الطائفية

الجيش العراقي والقوات المسلحة تأسسا على مبدأ المهنية والكفاءة بعيدًا عن المحاصصة . شغل الفريق الركن سعدي طعمة الجبوري (ابن الحلة) منصب وزير الدفاع، وتولى الفريق أول ركن عبد الواحد شنان آل رباط رئاسة أركان الجيش . أما الحرس الجمهوري والاستخبارات العسكرية ، فكان من أبرز قياداته :

اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل - معاون أول مدير الاستخبارات العسكرية، ثم مسؤول تنظيمات الحرس الجمهوري

• العميد الركن رحيم السوس - معاون أول مدير الاستخبارات

• سعدون شاكر - رئيس جهاز المخابرات

• ناظم كزار - مدير الأمن العام بصلاحيات مطلقة


حتى في سلاح الجو، كان التنوع حاضرًا دون أي اعتبارات طائفية، حيث ضمت قيادة القوة الجوية طيارين من مختلف الخلفيات :

- جورج إسماعيل هرمز

- نصير العبادي

- غانم محمد ناجي الصفار

- سالم محمد ناجي الصفار

- فائز باقر

- أنور حمه

- جاسم محمد مزبان


لم يكن يُسأل أحد عن مذهبه أو قوميته، بل كان المهم هو الكفاءة والمهارة . الهوية الوطنية فوق كل الاعتبارات هذا هو الأساس الذي قامت عليه الدولة العراقية والقوات المسلحة منذ تأسيسهما : 

مهنية، كفاءة، وانتماء للعراق قبل أي شيء آخر. اليوم، نحن بحاجة إلى استعادة هذا النهج، حيث يكون الولاء للعراق العظيم وحده، وليس لأي انتماءات أخرى.


“لا يُسأل المرء عن مذهبه أو قوميته، بل عن كفاءته وولائه لوطنه. فهل نستعيد هذا المبدأ؟”


تعليقات

أحدث أقدم