أثر الكلمة الطيبة في النفوس بين التعاليم الإنسانية والإسلامية

مشاهدات


سحر النصراوي


الكلمة الطيبة ليست مجرد لفظ يُقال، بل هي طاقة إيجابية تؤثر في النفس البشرية، فتزرع الأمل، وتخفف الألم، وتقوّي العلاقات بين الأفراد . وقد أولت التعاليم الإنسانية أهمية كبرى لقوة الكلمات في بناء المجتمعات، حيث أكدت أن لغة الاحترام والتشجيع تُسهم في تعزيز السلام والتفاهم بين البشر.


أما في الإسلام ، فقد جعل الله الكلمة الطيبة صدقة، حيث قال في كتابه الكريم : "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة: 83)، وأكد النبي محمد ﷺ على أهمية اختيار الألفاظ بعناية حين قال : "الكلمة الطيبة صدقة" (رواه مسلم) . فالكلمة الطيبة في الإسلام ليست مجرد مجاملة ، بل هي عبادة تُقرّب العبد من ربه، وتزرع المحبة في القلوب . وقد ضرب الله سبحانه وتعالى مثالًا رائعًا لتأثير الكلمة الطيبة في النفوس، فقال :


"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا" (إبراهيم: 24-25).


وهذا التشبيه الإلهي يوضح كيف أن الكلمة الطيبة، مثل الشجرة المثمرة، تمتد جذورها في القلوب، وتعطي ثمارها الطيبة باستمرار، فتترك أثرًا دائمًا من الخير والمحبة. تأثير الكلمة الطيبة يظهر في الحياة اليومية بطرق لا تُحصى؛ فهي قادرة على تهدئة القلوب المضطربة، وبث الأمل في النفوس اليائسة، وتعزيز الثقة في النفس . فكلمة دعم لشخص محبط قد تغيّر مجرى حياته، وكلمة اعتذار قد تزيل جدارًا من الجفاء، وكلمة شكر قد تكون دافعًا للاستمرار في العطاء. في عالم يمتلئ بالصراعات والضغوط، تصبح الكلمة الطيبة ضرورة إنسانية وأخلاقية، فهي تذكير دائم بأن اللطف لا يُكلف شيئًا لكنه يمنح الكثير. لذا، فلنحرص على أن تكون كلماتنا جسورًا من النور، لا سكاكينَ تجرح النفوس.


تعليقات

أحدث أقدم