لصوص رمضان لا تجعلوا الشهر الفضيل يُسرق منكم

مشاهدات


سعد احمد الكبيسي 


يقترب رمضان، ويقترب معه ذلك السيل الجارف من المسلسلات التي تُعرض تحت شعار الترفيه، بينما تحمل في طياتها كثيرًا من الأفكار التي لا تمت لواقعنا بصلة، ولا تخدم رسالة سامية . يتكرر المشهد كل عام، وكأن البعض يصرّ على أن يُفرغ رمضان من معانيه العظيمة ، بينما هو في الأصل شهر الروحانية والارتقاء.


ليست المشكلة في الفن ذاته، فالفن الحقيقي رسالة، لكنه حين يُفرغ من مضمونه ويُختزل في علاقات محرمة وخيانات زوجية وانحرافات أخلاقية، فإنه يتحول إلى أداة هدم لا بناء. كيف يُراد لنا أن نصدق أن هذا هو واقعنا؟! في مسلسل واحد تجد الفتيات اللواتي يحبلن من الزنا أكثر من المتزوجات، والأمهات لهن عشاق، والآباء لهم عشيقات، والشباب لا همّ لهم إلا العبث والمقاهي والمعاكسات. أين صورة الواقع الحقيقية؟ أين أولئك الذين يملأون المساجد في صلاة التراويح؟ أين طلاب العلم والمجتهدون في دراستهم؟ أين الأمهات النقيات، والآباء الذين يسعون لرزق حلال؟ هؤلاء جميعًا لا مكان لهم في الكثير من المسلسلات الرمضانية !


الأسوأ من ذلك، أن هذه الأعمال لا تكتفي بتشويه الواقع، بل تحاول أن تفرض علينا نماذج مضللة للأبطال الذين ينبغي أن نتعاطف معهم: المرأة التي تخون زوجها لأنها وجدت “الحب الحقيقي” مع شاب أصغر منها، والرجل الذي يرتشي لأنه مضطر، والشاب الذي ينحرف لأنه لم يجد اهتمامًا في بيته! أي رسالة تُراد لنا أن نتقبلها؟!رمضان ليس موسمًا للعبث، وليس فرصة لتسويق الفساد تحت ستار الدراما. هو شهر تسمو فيه الأرواح، لا تُستنزف فيه العقول أمام الشاشات . لا تسمحوا لهذه الأعمال أن تسرق أوقاتكم، فالعمر يمضي ، ورمضان يأتي ويرحل، لكن السؤال الأهم : كيف سنخرج منه؟ هل بزاد من الإيمان، أم بأيام ضاعت في اللهو؟ الخيار بأيدينا.


 


تعليقات

أحدث أقدم