جزيرة الاحلام - اليوم الثاني

مشاهدات


نازنين الجاف


فتحت عيني مع زقزقة العصافير ودفىء خيوط الشمس الذهبية التي كانت تداعب شعري . كانت هناك أشجار الموز الكثيرة الطيبة المذاق تحيط بالمكان فتناولت بعضا منها . ثم بدأت بالبحث عن مكان لأجعله ملجأ ومسكنا دائما لي . مشيت قليلا ثم رأيت كهفا له فتحة ضيّقة بالكاد استطعت المرور منها ودخوله . كان من الداخل كالقصر المطرز بالجواهر وفي الاعلى فتحة يدخل منها ضوء الشمس . كان انعكاس ضوئها على قطرات الماء التي تسيل بين أحجار الجدار لتجتمع في مكان واحد يجعل منها لوحة فنية . وقفت طويلا وانا اتأمل المكان فاستثارني جماله وغمرتني البهجة  حتى استوعبت في نهاية المطاف بأنني سوف أقضي فيه أمسيات وليال قد تكون طويلة لذلك يجب أن اجعله جنتي على الأرض وان أؤمن بقدراتي لأنني الوحيدة التي تتخذ القرارات وانا ايضا من تقوم على تنفيذها حتى أحقق أهدافي التي كنت احلم بها.


طبعت اول آثار يدي عند كتابة يومي الثاني على شكلٍ خطوط على جدار الكهف كي لا أتوه او تختلط علي الأيام وكان يجب ان أخلق شيئا لأعيش من اجله وهنا في هذا المكان بدأت رحلتي إلى حياة سعيدة خالية من الضغوطات النفسية وقررت ان اجهز بيتا لي . فكرت ان أعود ألى الشاطئ على أمل أن اجد شيئا استفيد منه وانا في الطريق تناولت بعض الفواكه وعندما وصلت اتجهت إلى القارب مباشرة فقد كان بداخله شبكة صيد وبعض الملابس وسكين . أخذتها معي ثم رأيت أشياء اخرى كانت تطفو على الماء من بقايا السفينة الغارقة . كانت بعضها أشياء بلاستيكية . أخذتها ومعها مجذاف القارب لاصنع منه مكنسة بأغصان وأوراق الاشجار اليابسة كذلك بعض القواقع والأسماك الصغيرة لوجبة عشائي . وانا في طريقي إلى الكهف شاهدت نبات الفطر جمعت منه ايضاً ثم وصلت وقمت بترتيب المكان وصنعت موقدا من الطين وأشعلت النار ورتبت مكان نومي ثم بدأت باعداد الطعام وجلست قرب النار التي كانت دافئة ورائعة وانا مستأنسة بعشائي ثمّ تمددت على ظهري من شدة التعب وعيناي معلقتان في الأفق نحو فتحة الكهف التي يدخل منها ضوء القمر . 


كانت ليلة ولا الف ليلة وليلة ثم أغمضت عيناي وانا مبتسمة واحلم بالقادم الأجمل .




تعليقات

أحدث أقدم