سحر آل النصراوي
يُخلَّد اليوم العالمي للمرأة نضالاتها ضد التهميش والاستغلال، حيث خاضت صراعات شرسة لانتزاع حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية . غير أن هذا النضال، الذي كان يسعى إلى تحررها الفعلي، انحرف عن مساره عندما استولت الرأسمالية على قضاياه وأعادت تشكيل صورة المرأة وفقًا لمصالحها.
لم تعد المرأة اليوم تُدفع نحو التحرر، بل نحو استلاب من نوع جديد، حيث تحولت إلى دمية تروّج لمنتجات السوق، وتُفرض عليها مقاييس جمال محددة، وسلوكيات تخدم الاستهلاك بدل أن تعزز استقلالها . هكذا، وجدت نفسها تعود إلى عبودية مختلفة، مكرِّسة وهم الحرية بينما تُسلب إرادتها باسم الحداثة والتطور. إن استعادة المرأة لدورها التاريخي يتطلب وعيًا جمعيًا يعيد تعريف حريتها بعيدًا عن إملاءات السوق، ويعيد لها مكانتها كفاعل أساسي في المجتمع، لا كسلعة تُستهلك أو تُصنع وفق أهواء الرأسمالية.
إرسال تعليق