دعا الملياردير ورائد الأعمال الأمريكي إيلون ماسك إلى إعادة هيكلة جذرية لحلف الNATO، في تدوينة نشرها على منصة التواصل الاجتماعي "X".
تأتي تلك التدوينة للرجل المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خضم توترات جيوسياسية متصاعدة وتزايد في التدقيق بشأن الإنفاق العسكري الأمريكي . ومعززة لتدوينة للسيناتور الأمريكي مايك لي، الذي قال: "الحرب الباردة انتهت الNATO كيان عفى عليه الزمن". ماسك الناقد الصريح للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي، سبق أن شكّك في كُلفة وكفاءة بعض البرامج الدفاعية الكبرى، بما في ذلك مقاتلة F-35 واستراتيجية بناء السفن في البحرية الأمريكية، وصرح بأن أساليب المشتريات والتطوير الحالية أدت إلى ميزانيات متضخمة وأنظمة أسلحة قديمة، جعلت الولايات المتحدة وحلفاءها عرضة للتهديدات الجديدة. وتتزامن تصريحات ماسك مع تقارير استخباراتية تشير إلى توسّع سريع في القدرات العسكرية لمنافسي الولايات المتحدة الرئيسيين بحسب مدونة الدفاع :
- الصين رفعت عدد رؤوسها النووية إلى 500 رأس حربي، مع توقعات بتجاوزها 1000 بحلول عام 2030.
- روسيا تعيد بناء جيشها رغم الحرب المستمرة في أوكرانيا.
- كوريا الشمالية تطور أسلحتها النووية والتقليدية.
- إيران أظهرت قدراتها باستخدامها صواريخ باليستية في مواجهتها الأخيرة مع إسرائيل.
أثار تصاعد هذه التهديدات نقاشات جديدة حول جاهزية الناتو وفاعلية هيكله الحالي، ورغم زيادة العديد من أعضائه الإنفاق الدفاعي بعد الحرب في أوكرانيا، لا تزال هناك مخاوف حول قدرة الحلف على التصدي لصراعات كبرى محتملة في المستقبل القريب. وتشير التقييمات العسكرية الأمريكية إلى أن روسيا قد تتمكن من استعادة قدراتها القتالية خلال السنوات الخمس القادمة، ما قد يمثل تهديداً أمنياً متجدداً لأوروبا.
مستقبل غامض
مستقبل حلف الNATO والاستراتيجية الدفاعية الأمريكية كان محل جدل منذ ترشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزاد الحديث عنه مع تسلمه دفة البيت الأبيض، ففيما يرى بعض المحللين أن الحلف بحاجة إلى التكيف مع ميادين الحرب الحديثة، مثل العمليات السيبرانية والفضائية، وتحسين كفاءة المشتريات والتنسيق العسكري، يحذر آخرون من أن إضعاف هيكله قد يُشجع الخصوم ويُعرّض الأمن الجماعي للخطر. ورغم أن ماسك ألقى بجملته تلك في حسابه دون تفاصيل أو مقترحات، لكن دعوته لإعادة الهيكلة عكست مخاوف أوسع بشأن فعالية التحالفات العسكرية التقليدية في عالم يتغير باستمرار، وأحيت النقاشات حول ضرورة التحديث والتكيف الاستراتيجي لمواجهة التهديدات المتزايدة عالمياً.
إرسال تعليق