وبدأت القصة عندما اشتبه عناصر مكافحة المخدرات والجمارك بطرد بريدي قادم من إحدى الدول العربية، حيث بدا ظاهريًا أنه يحتوي فقط على أوراق بيضاء وملونة ، إلا أن التحقيقات الأولية أشارت إلى احتمالية استخدام هذه الأوراق كوسيلة لتهريب المخدرات الكيميائية ، وهي طريقة جديدة غير معهودة في عمليات التهريب . وتم على الفور إرسالها للفحص المختبري، ليتم التأكد من أنها مشبعة بمواد مخدرة كيميائية، ما يعني أنها قد تُستخدم لاحقًا في تصنيع أو توزيع المواد المخدرة داخل البلاد . وبعد تحليل بيانات الشحنة، تبين أنها مسجلة باسم شخص وهمي، مما تطلب تحقيقًا دقيقًا لتعقب الجهة الحقيقية التي تقف وراء العملية . وبالتعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة في المطار، تم تحديد هوية المشتبه به الرئيسي، ونُصب له "كمين محكم"، أسفر عن القاء القبض عليه . وخلال تفتيش منزله، عثرت السلطات علىمجموعة من الوثائق والهويات المزورة، بما في ذلك الهوية التي استخدمت في تسجيل الطرد . وأقرّ المتهم خلال التحقيق بتواصله مع شبكة خارجية لتهريب المخدرات واتفاقه معهم على استخدام هذه الوسيلة .
ولم تقف التحقيقات عند المتهم الأول، حيث قادت المتابعة الأمنية إلى الكشف عن ثلاثة أشخاص آخرين متورطين في القضية، وجرى إلقاء القبض عليهم جميعًا في عمليات متزامنة . وعند تفتيش منزل أحدهم ، عثرت القوات الأمنية على كمية إضافية من المخدرات إلى جانب أوراق مشبعة بنفس المواد المخدرة . وعمدت السلطات المختصة إلى مخاطبة الدولة العربية التي ورد منها الطرد البريدي، وتم إبلاغهم بكافة تفاصيل القضية والمعلومات المتوفرة عن الشبكة ، في إطار التعاون الأمني لمكافحة "الاتجار بالمخدرات عبر الحدود . من جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أن هذه العملية تكشف عن تطور أساليب المهربين وسعيهم المستمر لاستحداث طرق جديدة لإدخال المخدرات .
إرسال تعليق