في العام 1997 تغيّرت حياة «سيّد الكتب» كما بات يعرف بعد اكتشافه أن الناس يلقون عدداً كبيراً من الكتب في المهملات. ويقول: «أدركت أن الناس يلقون الكتب في النفايات وبدأت أجمعها ». أول كتاب عثرت عليه كان «آنا كارينينا» للكاتب الروسي الكبير ليو تولستوي (1828-1910) وقد عثر عليه في خزانة مع عشرات من الكتب الأخرى . وهكذا بدأ بجمع الكتب من روايات وقصص وشعر وكتب تعليمية، وتخزينها في منزله في حي مويفا غلوريا جنوب بوغوتا. ومع مرور السنوات أصبح بيته مليئاً بالكتب من الإلياذة إلى «الأمير الصغير» و»عالم صوفي» وكتب الأديب الكولومبي الراحل غبريال غارسيا ماركيز الحائز جائزة نوبل.
بعد ذلك، صار الجيران يزورونه لاستعارة كتب، و»كان الحي يفتقر إلى الكتب» في ذلك الوقت . في العام 2000 حوّل خوسيه مع زوجته وأولادهما الثلاثة الطابق الأول من منزلهم، إلى مكتبة عامة، وأطلقوا عليها اسم «قوة الكلمات». لاقت هذه المبادرة نجاحاً كبيراً فاق كل التوقعات.. حتى أن عدداً من الأشخاص بمن فيهم أجانب تطوعوا للعمل فيها. ويقول خوسيه : «ربما هي المكتبة الأولى في العالم التي تقدم الكتب مجاناً لمن يأتون لاستعارتها». قبل نجاح المكتبة ، كانت زوجته تعمل في الخياطة، لكنها الآن تركت عملها وأصبحت تهتم بترميم الكتب ذات الحالة السيئة .
طارت شهرة «مكتبة قوة الكلمات» في كل أرجاء القارة الأمريكية، وصار خوسيه يتلقى دعوات لمعارض الكتب الرئيسية مثل معرض سانتياغو في تشيلي، أو معرض مونتيري في المكسيك. وجعله ذلك يتلقى مئات التبرعات، فلم يعد المصدر الأساس للكتب هو النفايات . جابت عائلته أرجاء كولومبيا لتوزيع الكتب في المناطق المهمشة والنائية، وتلبية لدعوات من مدرّسين في مدارس حكومية، ووصلت كتب خوسيه إلى 235 موقعاً في البلاد . ويقول إن شغفه بالكتب يعود إلى والدته التي كانت تقرأ كل مساء لأطفالها : «هي من أعطاني النور». لكن هو لم يتمكن من متابعة تعليمه حين كان صغيراً، ومنذ أن انطلق في مشروع المكتبة قرر أن يواصل دراسته. وهو يستعد الآن لامتحان في تموز/يوليو يعادل الثانوية العامة (البكالوريا).
إرسال تعليق