أقر الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة العراق، محمد دبدب، والذي كان قيادياً في حزب البعث، بوجود تنظيمات فاعلة للحزب في العراق وفي غالبية الدول العربية والغربية .
وقال دبدب : نعم، هناك نشاط وتنظيم فاعل بقوة لحزب البعث في العراق، لكنه تنظيم سري، كما توجد تنظيمات بعثية في البلدان العربية والغربية ، وحيث توجد جالية عراقية، ونفى وجود أي مقرات أو فروع علنية في أي محافظة أو مدينة عراقية أو في إقليم كردستان لحزب البعث، خشية من التنكيل بهم ، ففي تاريخ الدول الأخرى، لا تمتد الفترات الانتقالية طويلاً حتى تعود الحياة السياسية إلى استقرارها، لكن ما حدث ويحدث في العراق، وبعد 21 سنة من تغيير النظام، نشهد عدم الاستقرار أو منح الحريات السياسية، فالسلطات ما تزال تتخذ إجراءات عقابية قاسية ومبالغاً فيها ضد البعثيين السابقين، متسترة بقانون الاجتثاث ، الذي لا يعاقب البعثي فقط، وإنما يعاقب عائلته ويحرمها من مصدر معيشتها، بالحرمان من الراتب التقاعدي، وهو حق قانوني معمول به في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى مصادرة بيت السكن وإن قانون الاجتثاث سيف مسلط على كل من لا يتفق مع سياستهم . وكيف لنا أن نتصور العمل العلني للحزب في العراق، وأعضاءه قد تعرضوا للاغتيالات والاختطاف والتنكيل بهم؟ .
وحول إعلان إياد علاوي، عن التجمع المدني الوطني العراقي، والذي طالب فيه بإلغاء قانون اجتثاث البعث، قال دبدب : أنا أعرفه منذ زمن طويل، فقد كان قائداً طلابياً ناجحاً وشجاعاً قبل عام 1968 ، وكان بعثياً مبدئياً، وينحدر من عائلة مرموقة تتمتع بمركز اجتماعي ومهني رفيع في بغداد، كما أنه يؤمن بقيام دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أساس الدستور، وأفكاره متقاربة للغاية مع أفكار الزعيم مسعود بارزاني، الذي عُرف بروحه المتسامحة، خاصة في عام 1991 وبعد تغيير النظام في العراق وتتفق رؤى علاوي في حرية الرأي والنظام المدني وروح التسامح مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني، الذي ضرب أمثلة نادرة في معنى التسامح منذ عام 1991 وما بعد 2003، وحق التعبير عن الرأي بروح ديمقراطية، وفتح أبواب الإقليم لاستقبال الكتّاب والمفكرين والسياسيين العراقيين . وهذه ليست جديدة عليهم، فقد استضافوا المعارضة العراقية والقادة السياسيين الملاحقين من قبل الأجهزة الأمنية . فحينما تحجب السلطة في بغداد حق المواطنة والعمل السياسي، فمن المنطقي أن تكون قيادة إقليم كردستان، المتصالحة مع نفسها ومع الشعب العراقي، مؤهلة لإعطاء حق العمل لمن هو مؤهل للعمل السياسي . لهذا، أقول إن آراء بارزاني وعلاوي تتطابق في مجال الحرية وبناء الدولة الدستورية وفق قيم ديمقراطية . وأعلن علاوي السبت، عن تشكيل التجمع المدني الوطني العراقي ، الذي يتكون من "شخصيات وطنية عراقية اشتركت معنا، ومع أهدافنا في هذا التجمع مثل : رائد فهمي، سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي، صالح المطلك، هناء إدورد، جعفر علاوي، عدنان درجال، عدنان الدنبوس، حسن شويرد، وأحزاب أخرى مثل حزب الأمة، بالإضافة إلى مجموعة من الكوادر الأكاديمية ورؤساء جامعات. ونتوقع انضمام شخصيات أخرى، ولدينا مفاوضات مع شخصيات وطنية . وأكد علاوي : هذا التجمع يُعد محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو بمثابة سفينة النجاة لبعث الأمل عند العراقيين ، مشدداً على أهمية مشاركة الاكراد، مضيفاً : أقولها بوضوح إذا لم نتصالح مع الكرد، سينتهي العراق، فهم والأخ مسعود بارزاني تحديداً، يمثلون وحدة العراق .
إرسال تعليق