مئة وثلاثون كلمة فقط غيرت العالم إلى الأبد ! كان هذا هو أهم ما جاء في نص الرسالة التي أرسلها بلفور إلى اللورد البريطاني اليهودي "روتشيلد":
"عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحبة الجلالة، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرته :
"إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية!"هذا هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق! ولكنه نهاية المطاف وعد الله، فقد قضتْ حكمته أن يأتي بهم لفيفاً حتى يتحقق وعد الآخرة! وما تبقّى أسباب ليس إلا! وهاهو التأريخ يعيدُ نفس الحدث ونفس الصفقة بسيناريو مختلف وبهدف واحد .
قبل أيام قدّم الرئيس دونالد ترامب الفكرة الأكثر تطرفا في تاريخ التناول الأميركي لقضية فلسطين، حين قال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة، وستمتلكه" على المدى الطويل وستعيد تطويره، حتى إنها تأمل تحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وقال ترامب "لدينا فرصة للقيام بشيء يمكن أن يكون استثنائيا، ولا أريد أن أكون لطيفا، لا أريد أن أكون رجلا حكيما، لكن ريفييرا الشرق الأوسط .. يمكن أن يكون هذا رائعا للغاية". وسبق ترامب تلك الكلمات بتكراره لفكرة تهجير أهل قطاع غزة لدول مجاورة، وخص الأردن ومصر، وهو ما رفضته الدولتان . لكن إن كان معهم وعد البشر اليوم، فإن معنا وعد الله غداً، وإن كان وعد بلفور محفوظ في أرشيف وزارة الخارجية البريطانية، فإن وعد الله محفوظ في سورة الإسراء :
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا"
فطوبى لمن سينادي عليهم الحجر والشجر ذات يوم : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال واقتله!


إرسال تعليق