كيفي عبد الله
انطلقت في بغداد فعاليات مؤتمر حوار بغداد الدولي السابع بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وممثل الامين العام للامم المتحدة وجمع كبير من الشخصيات السياسية والباحثين العراقيين والعالم تحت شعار "التواصل من أجل التنمية والاستقرار الإقليمي والقى في هذا المؤتمر كلمات اشادوا بمشروع طريق التنمية واصفا اياه بالخطوة التاريخية والكلمة التي استرعى انتباه الحاضرين وحظيت بالاهتمام والاهمية كلمة رئيس الاقليم "نيجيرفان بارزاني" التي اشاد بها ممثل الأمين العام للامم المتحدة في العراق "محمد الحسان" وقال عنها انها "كانت جامعة ولامست الكثير مما سأقول ولذلك أضم صوتي إلى كلمته البالغة الأهمية". ومما جاء في كلمة رئيس الاقليم القيمة أن "الاستقرار السياسي والاقتصادي للعراق بأكمله هو مصلحة وطنية مشتركة، ولا يمكن تحقيق التنمية الحقيقية بدون التكامل بين بغداد وأربيل وكذلك بين العراق ومحيطه من دول المنطقة والعالم". واضاف أن "العراق والمنطقة تمر بمرحلة من التغيير العميق الذي يتطلب التعاون والشراكة وليس الصراع والمزيد من التعقيدات، ويجب أن يكون تعاملنا ورؤيتنا للتغيرات الجيوسياسية على أساس التوازن والاعتدال والتعاون والمصالح المشتركة"، وأعرب عن شكره لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "على جهوده وخطواته لجعل العراق جسراً للحوار وليس ساحة للصراع" المعروف عن نيجرفان بارزاني انه ديبلوماسي من الطراز الاول يتحرك بكل الاتجاهات لتحقيق السلام والتوافق بين العراقيين سواء داخل الاقليم او في بغداد ومع الاحزاب الشيعية والسنية، يذلل العقبات ويتحدى الصعوبات لحل الاشكالات العالقة وتطبيع العلاقات مع الخصوم السياسيين! .
ما طرحه نيجيرفان بارزاني في مؤتمر حوار بغداد خلال كلمته، بمثابة دعوة حقيقية لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين اربيل وبغداد، وتعتبر خطوة مهمة نحو الافضل في طبيعة العلاقات بين العراقيين جميعا، و في المقابل نجد دور رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وتأثيره الكبير علی طبيعة العلاقة والذهاب الی خيار التفاهم والحوار، جهود السوداني وبارزاني المتواصلة ستتعزز المرتكزات الاساسية والاهداف المشتركة بين بغداد واربيل لصالح العراق والعراقيين .. كلما هنالك هذا الانسجام والتفاهم ووحدة القرار والمواقف بين العراقيين، نجد ان موقف العراق اكثر مقبولية علی الصعيدين الاقليمي والدولي، الانسجام والتفاهم بين السوداني والبارزاني سيضع العراق على اساس صحيح ومتين، وهذا ما يسعى اليه الرئيس نيجيرفان بارزاني دائما ويدعوا في كل المؤتمرات التي يحضرها الى نبذ الخلافات وحل الازمات من خلال الدستور، لذلك نجده مقبولا لدى كل الاطراف وحتى لدى خصومه السياسيين، فهو لايجامل احدا او جهة ما على حساب الاستقرار والسلام وحياة المواطنين .. فهو لديه اسلوب دبلوماسي خاص به يسلك كل الطرق الناعمة من اجل الوصل الى الهدف المنشود وهو التوافق والتوصل الى "ارضية مشتركة" فهو يعتمد على الحكمة والموعظة الحسنة مع كافة الاطراف العراقية، ولعل القادم سيكون افضل، اذا استمع الجميع الى صوت العقل وعدم التسرع في اتخاذ القرارات التي لا تخدم الوطن و شعوبها . وفق هذه النظرة الثاقبة والحكمة التي يتمتع بها نيجيرفان اكتسب ثقة العراقيين، لذلك نرى ان شخصية مهمة مثل مقتدى الصدر اشار اليه خلال زيارة قام بها نيجيرفان الى مقر اقامته "حنانة" ان يترشح لرئاسة جمهورية العراق! وفي هذا المؤتمر كما في المؤتمرات الكثيرة التي حضرها نيجيرفان بارزاني يسعى الى بذل جهود لانجاح العملية السياسية في العراق من خلال تعاونه مع المسؤولين في بغداد وقد طرح في المؤتمر جهوده مع رئيس وزراء العراق شياع السوداني لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد. فما يمتلكه نيجيرفان بارزاني من رؤية سياسية للمستقبل، وحس وطني، يمكنه من حل القضايا الشائكة بين بغداد واربيل من خلال احترام الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني في العراق له، كما حظي بموفور من الاحترام والتقدير الكبيرين على المستوى العربي والإقليمي والدولي. ولم يأت هذا الحضور السياسي من فراغ، بل من مستند إلى قاعدة راسخة الجذور، حيث تاثيراته الايجابية ذهبت لابعد الحدود، نيجيرفان البارزاني يحسب الف حساب قبل اية خطوة ينوي يخطوها ..
إرسال تعليق