موفق العـاني
من الشتَّات أرى داري ومزرعتي..
وأذكرُ الصحبَ حولي في مُخيلتي
أبحرتُ في لجِّها من غيرِ بوصلةٍ ..
موجـاً أصارعُ مصحوباً بعاصفةِ
سفينتي وسطَ هذا اللـجِّ ماخرةٌ ..
والريحُ تدفعُ نحو الهولِ أشرعتي
عبرتُ فوقَ ثنايا الموجِ محتسباً ..
رغمَ المخاطرِ في ربِّ السما ثقتي
تلفني من ظـلامِ الليلِ حُلكتــهُ ..
وضلَّ عن ناظري زادي وامتعتي
قصائدي لم تعد خضراءَ مورقةً ..
وامحلت بعد خصب اللفظ قافيتي
وغابَ عني فصيحٌ كنتُ أكتبـُهُ ..
كمنفقٍ يبذلُ الأموالَ من سعةِ
فلا تلمني على حزني أخا وجعي ..
فإنَّ ليلَ الشقا قد طالَ في عِـنَتِ
كلَّ الدروبُ التي صعبٌ مسالكَها ..
ما أوهنتْ في السرى ياصاحِ راحلتي
وفي الفؤادِ جراحٌ لستُ أُظهِرُهـا ..
يوماً ،ولن اشتكي دهري وأزمنتي
كم عابرتْني رياحُ الحزنِ عاتيةً ..
وما شكوتُ لغير اللهِ معضلتي
أغفو وأحلمُ أنَّ الشمسَ قادمةٌ ..
والحزنُ يرحلُ عن داري ومنظرتي
بغدادُ يادارة الأكـوانِ أجـمعِها ..
فداكِ شعري وأقلامي ومحبرتي
طالَ الفـراقُ وليلُ البعدِ يؤلمني..
فهل لفجرٍ به ألقاك سيدتي
وهل لنا بعد أن شابتْ ذؤابتنا ..
لقيا تعانقُ فيها الروح فاتنتي
فأنتِ والله في شريان ذاكرتـي ..
دمُ النقاء الذي تشفى به رئتي
إرسال تعليق