اساتذة الجامعات هم عقل الدولة

مشاهدات


أ.د. فائق السامرائي 

جامعة بلاد الرافدين /كلية الادارة والاقتصاد /قسم المحاسبة - تخصص تدريس الرياضيات . 


عندما تحتاج الدولة حل مشكلة ما تلجأ الى اساتذة الجامعات فهم العقل الباحث عن الحل . لكل دولة منهجها وفلسفتها واستراتيجياتها وادوات تنفيذ هذه الاستراتيجيات ٫ ووفقا لهذا التسلسل من الفكر توضع القوانين وتندرج الحقوق والواجبات . اذ تبدأ بتحديد مفاصل كلا منها وتتدرج وتنتهي بصياغة القوانين ومن ثم تنفيذها ٫ المهم في كل هذا ان يفهم الجميع مدلولاتها والعمل بها . السؤال من هو العقل المدبر لكل هذا ؟ او من الذي يضع المقومات والاسس ومن ثم يصوغ وبعدها ينفذ ؟ لو فتشنا بين زوايا الوطن ومخابئه نجد ان اساتذة الجامعات هم العقل المدبر لكل هذا وعلى وفق الاعتبارات التي يمكن لنا  ان نسجل منها الاتي :


1- في الجامعات نجد ان الاكاديميين في كل التخصصات العلمية والانسانية هم النخبة التي انتجها الوطن كي يعتمد عليها في مجالات العمل المختلفة وكلا حسب اختصاصه .

2 - النخب الموجودة في الجامعات هي نخب منتجة لقوة العمل التي تقود والوطن .

3 - النخب الموجودة في الجامعات متخصصه وتحمل الرصيد المعرفي والمهاري وحافات تخصصاتهم وما تم التوصل اليه في العالم فهي المرجع الاول للدولة في هذه التخصصات .

4 - اساتذة الجامعات مسؤولون مباشرة عن النمو والتطور المعرفي والمهاري ومتابعون جيدون لما يحدث في العالم .

5 - عند مواجة الدولة لاي مشكلة تتطلب حلا فإنها تلجأ اليهم للبحث عن حلول لها .

6 - سن القوانين الراعية لحقوق الناس في المجتمع هو من اختصاص هذه النخب والامثلة حول هذا الموضوع كثيرة .

7 - تكاد لا تخرج براءة اختراع للعلن الا وصاحبها من العاملين في الجامعات .

8 - حفظ المنظومة الاخلاقية والقيمية والتي من بينها التواضع والصدق ومحبة الوطن واحترام الاخر ومحبته والحفظ على حقوق الناس وحب العلم والنمو العلمي نجدها لديهم . والحديث في هذا يطول ٫لكن السؤال ؛ كيف لنا ان نبني منظومة عمل جامعي تحمل صفة التكامل ومتفاعلة في محيطها اولا والعالم ثانيا والتي تساعد الوطن في حل مشكلاته الاساسية منها والثانوية ؟


لاجل ذلك علنا ان ندرك الاتي :

1- استاذ الجامعة هو الانسان الذي يحب العيش الهاديء البسيط البعيد عن المبالغة غير المقبولة من الرفاهية وشهوات المال والثراء .

2 - ثراء استاذ الجامعة هو الكم المعرفي والبحثي وخدمة الانسانية في مجال تخصصه . 

3 - استاذ الجامعة لايحب ان يشتغل بغير تخصصه وان انتاج سطر اصيل عنده احسن بكثير من المثيرات التي يلهث وراءها بقية الناس .

4 - توفير حياة كريمة وبسيطة لاستاذ الجامعة وعدم اشغاله بتفاهات الحياة تساعد كثيرا على تنمية قدراته وزيادة انتاجه .

5 - فتح المجال لاستاذ الجامعة بتقديم رأيه بحرية واحساسه بالحصانة المجتمعية تساعده كثيرا في تقديم المشورة والرأي لما يدرك ويعتقد وبالتالي تحقق نفعا مجتمعيا .

6 - فتح المجال لاستاذ الجامعة بالنمو والتقدم وعدم وضع الحواجز التي تعيق تقدمه مثل احالته على التقاعد دون رغبته او حرمانه من الاندماج المحلي والدولي من المؤتمرات تعيق نموه العلمي .

7 - احساسه بتفاعل من هم في الخط الاول بالدولة معه وسماع رأيه وإستشارته تدفعه اكثر للتفاعل الايجابي .

8 - استاذ الجامعة قيمة اجتماعية عليا على الجميع ان يدرك ذلك وعندما يشعر بهذه القيمة عندما يتفاعل الاخر معه يشعر ان عطائه ذو معنى ومؤكد سوف لا ينطوي ويشعر بالاحباط .

9 - اساتذ الجامعة يعلم جيدا انه لا يستطيع الانقياد الى انواع السلوك غير المرغوب فيه لانه هو من يصوغ المفردات التي من شأنها تمثل ثوابت المجتمع والحياة الكريمة . فعلى سبيل المثال لا الحصر عند منح درجة واحدة للطالب في غير استحقاقه ووفقا لتقديراته الخاصة فإن ذلك يعني عنده اقبح من سرقة اموال كثيرة ! فكيف لا من ان يكون اساتذة الجامعات العقل المدبر للدولة ؟


هنيئا للعراق وللعالم بالجامعات واساتذتها الاجلاء ودعواتي لاصحاب القرار العمل على توفير اسباب العمل المنتج الذي يحتاجه الوطن للاساتذه ولا تتركوهم ابدا عرضة للمزايدات  التي تأخذهم يمينا او شمالا !



تعليقات

أحدث أقدم