أمثال في مجالس الرجال

مشاهدات



د.ضرغام الدباغ


من الأمثال المشهور التي يتداولها الرجال العقلاء الحكماء، فيقال " المجالس في الأمانات " ومعنى هذا أنك حين تجلس في مجلس يحضره رجال يعرفون قيمة مجالس الرجال، وأن ما يدور فيه من أحاديث، هي غير تلك التي تدور في مجالس الشباب حيث يتمازحون بما يجوز ولا تجوز الممازحة فيه، والمثل يعني أنك في مجالس الرجال طرف موثوق ولذلك سمعت من الرجال حديثاً، هو ليس للنقل والثرثرة، وبهذا المعنى الاحاديث الخاصة هي أمانات أودعت لديك بسبب الثقة، فلا تهدر هذه الثقة ولا تخن الأمانة . ويقال أيضاً في مجالس الرجال " ليس كل ما يعرف يقال " ومن المعروف أيضاً، أن الحديث والإسهاب فيما يعلم الرجل وما يعلم، أمر لا يليق، ويحيل المتحدث ، إلى صفة غير حميدة ويقال عن الشخص " غير موثوق " ، ولمن يتنطح للكتابة كمؤرخ سيقال عنه والعياذ بالله " مزور "، أما إذا كان سياسياً فسيوصف بالثرثرة، وأعلم أن سياسيين وصفوا ب "الثرثار " وخبا نجمهم بناء على هذه الصفة، فيقال عنه أنه لا يعرف أن يكتم خبراً .

أما في العمل الدبلوماسي، فأجزم أن من يمارس إطلاق التصريحات والاقاويل التي تفتقر للدقة،وحين يبالغ المتحدث ويحاول اسناد حديثه، بأباطيل وصولاً إلى " الافتراء " والاحكام المبنية على الحب والكره، تستحق إبعاد الدبلوماسي عن هذه المهنة الحساسة التي تستلزم، أول ما تستلزم إنساناً يعرف كيف يضبط لسانه . ويقال أيضاً " لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن خنته خانك " هذا ما يقال عن شخص (رجل كان أو امرأة ). أحذر أن تخون نفسك في لحظة ضعف فتخسر اعتبارك واحترامك لنفسك ... وقد يقول العرب عن كثير الكلام " مهذار ". أي أنه كثير الكلام، ومن يكثر كلامه تكثر اخطاؤه، ومن هذا يطل عليه مهذار، فحديثه ينطوي على الكثير من ويقال أيضاً " لكل مقام، مقال " أي أن ما يصح قوله هنا، قد لا يصح قوله في مكان آخر . وقد يتقدمون بالنصح قائلين " إذا كان الحديث من فضة، فالسكوت من ذهب "، إشارة أن الإقلال من الحديث صفة حميدة. وتقلل الأخطاء. ويقال أيضاً " حدث العاقل بما لا يليق، فإن صدق فلا عقل له " وهذه تدعو المتحدث أن يحدث الناس، بالمنطق السليم، وبما يعقل من الحديث ... ولا يصدق الكلام الغير منطقي إلا من لا عقل له. وقيل " خير الكلام ما قل ودل " يميل بعض الناس إلى تزويق حديثه بعبارات ولمات لا معنى لها تعقد الحديث وتضيع معانيه، وهي عادة شرقية على الأرجح، فالمثل هذا يدعو إلى تجنب هذه الخصلة، والاكتفاء بالحديث الذي لع معنى يفيد الموضع مدار البحث.وقيل أيضاً " الحديث صفة المتحدث " وهذا المثل يدعوك أن تفكر جيداً فيما تتحدث، وأن يكون الحديث لائقاً ويدل على كياسة وأدب، فلا أحد يسيئ لأمرء قدر ما يسيئ هو لنفسه، بحديثة وتصرفه. فمن يستخدم الفاظاً نابية إنما يسيء لنفسه أولاً، ولا يسيء للشخص المقابل .الأمثلة كثيرة ... والرجل بتقدمه في السن عليه أن يتقي الخطأ وزلة اللسان، وإن حدث شيء من ذاك وهذا ممكن، فعلى المتحدث أن يبادر فورا للاعتذار عن هذا الخطأ وزلة اللسان غير المقصودة وهذا تصرف كريم سيقدر الحاضرون والسامعون موقفك .

تعليقات

أحدث أقدم