لم تبكِ وُلدك

مشاهدات




مكي النزال


لكل من فقدوا فلذات أكبادهم على طريق المجد (من ديوان غزة ومدن الشهادة)



أحـسـنتَ إذ قـاومـتَ حـدَّ الـغرغرة

والـروحُ في سوح الوغى مستنفَرة


أحـسـنت لـلأجـيال تـرسـم دربـهـا

وتـقـيـل خــطـوة جــاهـلٍ مـتـعـثرة


ووقـفتَ فـي وجـه الـعواصف نخلة ً

وكـشـفتَ لـلـعدوان روحًـا مـسفرة


جـادلـتـهـم  بــــدمٍ يــفــور بـعـرقـه

وربـــأت  عــمّـن جـابـهـوك بـثـرثـرة


وحـمـلتَ قـلبك فـي الـنوازل رايـة ً

وسـطـرتَ فــي تـاريـخ عــزٍّ مـأثـرة


لم تستطب نومَ الصغار على الأذى

بــل صـلـتَ مـقدامًا يـنافس عـنترة


وحـلـفـت  لـلـحـق الـمـبـين بــغـزَّةٍ

أن تـفـتـديـه بــمـا يـــرامُ وتـنـصـره


لـم تـبكِ وُلـدك والـحشاشة مُزِّقَت

لــمـا ارتــقـوا لــلـه يـــوم الـمـجزرة


ومـضـيـتَ  تــمـلأ بـالـدمـوع بـنـادقًا

تـسـقي الـطغاة شـواظها مـتحدرة


أعـلـنـتَ  أنـــك سـيِّـدٌ فــي أرضــه

لا  يــنـحـنـي لـجـحـافـلٍ مـتـجـبِّـرة


يــا سـيـدي تـفـديك كـل قـصائدي

ويــراعـتـي مــذهـولـة ً والـمـحـبرة


والـنبضُ والـروح الـتي لـم تـستكن

يــوم الـنزال بـل انـبرت مـستبشرة


أنــا  مــن ديــارٍ مـثـل دارك نـافحت

عــــن ديــنـهـا وتـألَّـقَـت مـتـفـجِّرة


والــنـار  ذات الــنـار فــوق رؤوسـنـا

نــزلـت  بـحـقد الـكـافرين مـسـعّرة


سـل "مـوصل" الأبـرار عـن وقفاتها

واســأل  عــن الـفـلوجة الـمـتحررة


يـا مـن سـموتَ على الحياة بميتةٍ

فـيـهـا حــيـاةُ الـخـالـدين الـمـبهرة


عـلَّمتَ رعـدًا فـي الـسماء صـهيلَه

والأُسـدَ كـيف يـكون صوتُ الزمجرة


وفـعـلتَ  قـبـل الـقـول فـعـلَ مُـعلِّمٍ

ركـعـت لــه هــام الـعـدا الـمـتكبرة


اقـطع شـرايين الـظلام بـسيف من

فـتـحـوا  الــبـلاد بـنـخـوةٍ مـتـبـصِّرة


واشــمـخ كـنـخل الـرافـدين تـرفُّـعًا

واثــبــت  بــهــا زيــتـونـةً مـتـجـذِّرة


أنـت انـتصارُ الـحقِّ فـي زمـن الخنا

قــدَّمـتَ لــلأوطـان رمــز الـمـفخرة


ورفـعت فـي أقـصى السماء قضيةً

بـشـذا الـنـبي الـهـاشمي مـعطرة


يـصـغي أبــو بـكـر لـصـرختك الـتي

أصــغـى  لـهـا عـمـرٌ وكـبَّـر حـيـدرة


فـي مـثل غـزَّةَ يستبان مَن الفتى

بـعـثـر تـبـارك مـنـك فـعـل الـبـعثرة


أطـبـق عـلـيهم وابـتدرهم بـاللظى

يـــا  مـــن سـحـائبه بـنـار مـمـطرة


وأعِــد  صـهـاينة الـخـنوع لـسوقهم

حـيث الـخداع بطبعهم والسمسرة


ولـيـسـمـعوك  إذا هـتـفـت مـكـبِّـرًا

ولـيـسمعوا مـعـك الـسـماءَ مـكبِّرة


لـــلـــه درُّ الــيـعـربـيّ إذا مـــضــى

فــي  درب مـجـدٍ بــاذخٍ مــا أكـبره!


تعليقات

أحدث أقدم