سحر النصراوي
شهد القرن المنصرم وبداية هذا القرن العديد من الأساطير والقصص التي يكاد يكون بعضها ممتعا وبعضها الآخر رائعا قصصا حيكت بإتقان حول هذه المخلوقات الخرافية . قصص تدور حول أنماط عيشهم و مآثرهم و أخرى تدور حول جرائمهم والأمر بالنسبة للجميع لا يعدو أن يكون مجرد خيال .. خيال ؟؟! من قال أنهم كذلك ؟؟
مصاصو الدماء أشخاص من لحم ومن عظم يعيشون معنا وبيننا ، أشخاص تستطيع أن تميزهم وأن تعرفهم دون الحاجة إلى تعويذة لأنهم أساسا موجودون ولأنهم أساسا لم ولن يختفوا . فقط افتح عينيك وسترى كم أنت محاط بهم . هم غالبا أشخاص سلبيون ، لا يحملون أي نوع من الطاقة وإن حملوها فستكون سامة مشحونة باليأس ، بالشكوى وبكثير من الخمول .ةمصاصو الدماء هؤلاء كانوا ومازالوا ومنذ بدء الخليقة البذرة الأولى للشر المطلق . وهم خزان الحسد ، الغيرة ، ميالون لحياكة المؤامرات يحبون بث الفتن وزرع الضغينة والشقاق بل إن الاشرار منهم يجيدون ذلك ويستمتعون بفعله . هذا هو حال الأشرار منهم ، أما الأخيار ، اولأئك الذين تكتسي وجوههم صفرة إما لكثرة النوم أو لقلته فسيكتفون بالعيش على استنزافك والتغذي على شرايينك . مصاصو الدماء الأخيار هم الصنف الأكثر تواجدا ، هم غالبا أشخاص يمجدون اليأس ويتخذون منه تعلة لحياة يشوبها الموت ، لا يسعون إلى شيء ولا يجهدون أنفسهم في شيء ، لكن لن يضيرهم العيش على جهود و سعي الآخرين . لا يحبون التغيير ولا يسعون إليه لكنهم لن يتوانوا عن الاستفادة منه إن جلبه أحد . كثيروا الحجج لتبرير الفشل وغالبا ما يكونوا ممن يجيد الحجج ويتقنون التعليل ، حتى يكاد احدهم ليقنعك قولا وفعلا أن الحياة ، ليست سوى محطة لترقب الموت .
مصاصو الدماء الأخيار ،هم أولائك الأشخاص الذين سيوهمونك أن وجودهم في حياتك وقربهم منك مصدر قوة ، في حين أنهم ودون جهد يذكر يكونوا أكبر مصادر إحباطك. سيجعلونك تحس وأنت قريب منهم بأنه لا شيء في الحياة يستحق العناء ، لكن إن سعيت وإن نجحت فسيكونون أول من يجني معك ثمار تعبك. مصاصو الدماء ليسوا أسطورة ولا خيال ، مصاصو الدماء حقيقة ، تعايشها وتعيش تحت وطأتها ، .. حقيقة لن تتخلص منها لأنهم أغلبية ولأن العالم كله يحتفي بوجودهم ويؤسس لمملكتهم . لا تقاومهم ، لأن ذلك لن يزيدهم إلا تشبثا بك فمن الصعب أن يتخلوا عن فرائسهم وأنت فرد وهم كثر .. لا تحاربهم ولا تفكر حتى في ذلك فأنت أضعف من أن تنتصر عليهم وأنت على ما أنت عليه .. تعلم حيلهم وانخرط في سباتهم ومجد يأسهم ، ثم و0في غفلة منهم ابدأ بمسحهم بممحاة اللاميالاة واحدا تلو الآخر ، ثم اقذف بهم إلى غياهب النسيان ، لأنهم لا يستحقون أن يحتلوا اي ذاكرة عندك ، .. كل ما سيذكرونك به ، هو حنقك على كل ما أخذوه منك ساعة غفلة..
إرسال تعليق