إلى جبال الدخان وأكوام الحطب، والنفايات القذرة، الأواني الفارغة والصَّدئة . إلى المتساقطين… بقية المنافقين ورُسُل إبليس :
بعد الطز :
وقفت ذُبابة يومًا على رأس نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة : تماسكي فإني سأطير!
فقالت لها النخلة : وهل شعرتُ بكِ حين حططتِ حتى أفتقدكِ عندما تطيرين؟!
هكذا أنتَ، مجرد ذبابةٍ لها طنينٌ وصوتٌ نشاز، ولكنك أتفهُ من أن تكون مؤثرًا في المعركة !
يقول النبي ﷺ: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟” قالها ثلاثًا.
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين” -وكان متكئًا فجلس- وقال: “ألا وقول الزور، ألا وقول الزور” وظل يُكرّرها حتى قلنا : ليته سكت .
ما أكثر شهادة الزور في هذا العصر! لقد أصبحت سِمةً بارزةً في زماننا : الكذب ، والزور، والبهتان، وقلب الحقائق، وخداع المسلمين ، واللعب بالألفاظ .
قال تعالى:
﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
الملائكة لا تكتب فقط ما تقوله شفاهًا للناس، بل تكتب أيضًا ما تخطه يداك في مواقع التواصل .الكلمة الطيبة تُكتب في صحيفة الحسنات، والكلمة الخبيثة تُكتب في صحيفة السيئات . وكل ما تتركه هناك سيبقى بعد موتك، فإن لم يكن لك في منشوراتك صدقة جارية، فعلى الأقل لا تترك خلفك سيئةً جارية . فإلى كل من تعرّض للأذى من جاهل فاشل حاقد ومنافق، وإعلامي مأجور، حسود، حقود، مضطرب نفسياً :
﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾
سيقولون فيك ما ليس فيك، فلا تلتفت!
وتعزّ بمن سبقوك، وهم خيرٌ منك.
قالوا عن النبي ﷺ: ساحر، ومجنون، وكذّاب!
وضع هذه الحقيقة نصب عينيك:
لا نجاة من ألسنة الناس مهما بلغتَ من الصلاح!
في حلية الأولياء، قال موسى عليه السلام :
“يا رب، أسألك أن لا يذكرني أحد إلا بخير.”
فقال الله تعالى:
“يا موسى، ذلك شيءٌ لم أجعله لنفسي، أفأجعله لك؟!
قال الناس عن الله سبحانه : إن له زوجةً وولدًا!
أفتريد أن تسلمَ أنتَ منهم؟!
بعض البشر كالأعشاب الضارة، يُغريهم سرعة الانتشار وتفتنهم الأضواء، فيتوهمون أنهم صاروا شيئًا مذكورًا. لكن هيهات ! والأيام دول، والزمن دوّار، ودوام الحال من المُحال.
إرسال تعليق