لو تساوت الأذواق، بارت السلع في السوق

مشاهدات

ضرغام الدباغ 

هذا مثل مشهور أعتقد موجود في اللغة العربية عامة، وربما هناك ما يشابهه في لغات أخرى . وحقا أنه لأمر مدهش، أن يبتلع السوق كل شيء ، والأشياء اللطيف منها والفظ ، الجميل  منها والقبيح، وذات يوم قال لي خبير إعلامي أن التلفاز والراديو، يبث أشياء لطيفة وغير اللطيفة، لأن الجمهور ليس موحد المزاج، ولا الثقافة ولا الرأي والتوجه الثقافي والسياسي. وختم قوله بأن الإعلام مثل التنور، يجب أن يبقى ساخناً وينتج ويبث والناس نشاهد . وفي مجال الكتابة والصحافة، الأمر ذاته، ففي صحافتنا العراقية والعربية (تقريباً) تقرأ في صفحة واحدة ما يمكن اعتباره مقال رائع، ولكن بوجود مقال لا يستحق، أن تقرأه، ليس لاختلافك معهم في التوجه، بل هو يفتقر لكل شيء، وهناك كتابات تشجع على الغباء وتروج له بطريقة غير مباشرة .


أقرأ في صحافة اليوم : بلغة التحذير والتخويف، فلان الفلاني سيعود لسوريا ...! أو القائد الأمني الفلاني، ولربما هناك من يعتقد أن الكارثة مقبلة، ولكن لو تسائل هؤلاء مع انفسهم لثانية واحدة لا أكثر : طيب ألم يكن  فلان الفلاني قائد فرقة مدرعة يعني بأمرته لا أقل من 250 دبابة، ومدرعات، ومغاوير، وضباط محترفوا قتال، أطلقوا لسيقانهم الريح، أمام قوات الثورة، واليوم هو لا يمتلك سوى مسدس صغير على أقصى درجة، وغير آمن إذا خرج من مخبأه لبضعة  أمتار فحسب، في حين أن الثورة اليوم ضاعفت قواها وأفرادها وسلاحها،  فوفق أي معادلة رياضية صار قويا ويهزم من فر أمامه .. بالأمس القريب ؟ هذا مثال صارخ لمن يعاند قدره، ويرفض أن يقيم معادلات واقعية، وما سيحصل هو، أن نفراً من ضعاف العقل، من الطفيليين، سيصدقون هذه الأمنية المستحيلة، ويجازف بحياته في عملية تخريبية . هذا القائد الخائب يرفض الاقتناع بأنه هزم، ويريد أن يناضل لاستعادة مغارة علي بابا والأربعين حرامي، مع ناس اعتادت على كتابة التقارير والعمل كمخبرين، لا كجنود ولا كمناضلين وعاشوا معظم سنين حياتهم اعتماداً على التشبيح والمغانم، والصدف، والدعم من القوى الخارجية ، التي أدركت أخيراً أن النهاية قادمة حتماً، والدعم سوف لن يغير النتيجة، بل يؤجلها فحسب ...! الحديث النضالي الكفاحي لا يليق بكم أيها اللصوص والشبيحة، أذهبوا واستمتعوا بحياة البارات والملاهي لما تبقى من أعماركم ..!

تعليقات

أحدث أقدم