مشاهدات
سعد احمد الكبيسي
حفظ الكلام والأسرار بين الناس يعد من الأمانات التي ينبغي احترامها، سواء كانت تلك الأحاديث عبر الهاتف أو في المجالس، إذ قال الله تعالى : “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”، وكذلك قوله : “فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤدّ الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه”. للأسف، تنتشر اليوم ظاهرة خيانة المجالس بعدة أشكال، يتنوع بعضها بين تصوير الجلسات وتسجيل الأحاديث، أو نشر رسائل وصور شخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون إذن من أصحابها. إن هذا التصرف يعد خيانة للأمانة، ويعكس ضعفا في الأخلاق وغياب الثقة بين الأفراد.
وإن من مظاهر خيانة المجالس :
1- التسجيل والتصوير دون إذن الاشخاص أو يقوم بتصوير الحاضرين خلسة، ثم يقوم بنشر ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي . هذا النوع من الخيانة يزعزع الأمان في العلاقات ويثير الشكوك.
2- يقوم البعض بنقل رسائل واتساب أو ماسنجر، سواء كانت مكتوبة أو صوتية، دون إذن من الطرف الآخر، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للخصوصية.
3- يقوم البعض بفتح مكبر الصوت أثناء المحادثات الهاتفية دون إبلاغ المتحدث، مما يعرض خصوصيات الطرف الآخر للعلن.
وهذه التصرفات تتسبب في انتشار النميمة وخلق الفتن التي قد تؤدي إلى شجارات وحتى عداوات شخصية أو اجتماعية، وكما قال الحسن البصري: “إنما تُجالسوننا بالأمانة، كأنَّكم تظنُّون أنَّ الخِيانة ليست إلا في الدِّينار والدِّرهم؟! إنَّ الخيانة أشدَّ الخيانة أن يُجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا”.
وللحد من خيانة المجالس
*تجنب تسجيل المكالمات أو الأحاديث الخاصة إلا في حالات ضرورية كالمعاملات الرسمية التي تتطلب توثيقاً .
*عدم تشغيل مكبر الصوت أثناء المحادثات الهاتفية دون إذن من المتصل، خاصةً في وجود الآخرين .
*الحرص على الخصوصية في الأجهزة الإلكترونية، كعدم تصفح صور الآخرين أو نشرها دون إذن.
*الحذر عند بيع الهاتف، والتأكد من حذف كل البيانات، لأن بعض البرامج تستطيع استعادة المحذوفات، مما قد يضر بخصوصيات الأفراد.
*الامتناع عن إرسال الصور والمقاطع دون داعٍ، فالاحتفاظ بالأمور الخاصة يحدّ من المشاكل المحتملة .
إرسال تعليق