ارسلتني الجامعة المستنصرية للتدريب والعمل في المدينة السياحية في الحبانية فأعطوني سكن في منطقة اسمها الباسفيل والتي تبعد 4 كيلومترات فقط عن المدينة السياحية والتي كانت في الأصل معسكراً للطاقم الفرنسي الذي اشرف على بناء المدينة السياحية .. كانت هناك سيارات خاصة تنقلنا لهناك ، زعلت تلك الليلة لأمر ما فتركت الباسفيل الثانية عشر ليلاً وأنا متوجها مشيأً على الاقدام متخذا الطريق الترابي الى المدينة السياحية ، كانت ليلة گمرية كما يقولون .. قطعت نصف الطريق فرفعت رأسي فاذا بذلك القط الكبير جاثماً امامي وعيناه تبرجان بقوة ، حقيقة لم اعرف نوعيته ولكنه بالضبط مثلما موجود في الصورة .. كان اكبر حجما من الكلب ، توقفت بكل هدوء ولم اتحرك وبعد ان اويحت له بالأمان غيرت مساري بكل هدوء فلم يهاجمني ابدا ولكن عيناه لم تفارقني حتى انجاني الله ذلك اليوم !!!
وبعد مرور سنة بالضبط خدمت بقاطع الرشيد الثامن جيش شعبي في ابراهيم الخليل ، تم اختياري ضمن مجموعة لبناء ربية جديدة على الحدود التركية حيث فرحت لان تم نقلي من قمة جبل الى أرض سهلية نوعا ما .. سمينا الربية بربية المستنصرية ، كانت مجموعة رائعة من ابطال وشباب كلهم قوة وحيوية ولكن كان هناك امرا مريبا يحدث ليلاً وهو مهاجمة حيوان غريب للمطبخ الذي بنيناه فيدمر كل شيء وما ان تتحرك عليه حتى يولى هاربا بكل خفية !!! اجتمعنا ذلك اليوم فنظر الي قائد الربية خالد الراوي قائلا ( ياعلاء أنت امهر رامي في المجموعة لذلك اوكلت إليك مهمة قتل هذا الحيوان !!! ) جلست تلك الليلة فوق الربية ومعي بندقيتي الكلاشنكوف جاهزة للاطلاق ومعي احد المقاتلين وأنا اراقب الأمر واذا بتحتي ذلك الحيوان الجميل وهو نفس نوعية الحيوان الذي واجهته في صحراء الرمادي قبل سنة فوضعت البندقية على راسه واصبعي على الزناد وهو لا يتحرك ينظر الي بعمق ... كان صاحبي يصرخ ويقول ( ماذا تنتظر ياعلاء .. اطلق الرصاص !! ) فكنت اجيب ( اتركني ولا تتدخل ) .. ظل ذلك الحيوان ينظر لي حتى استدار بهدوء ماشياً تارك الربية !! وصاحبي لم يتوقف بصراخه طالبا مني ان اقتله حتى ذهب الحيوان فجلس صديقي المقاتل يعاتبتي لماذا لم اقتله !!! فقلت له : هذا الحيوان لن يرجع مرة ثانية فرويت له ماحدث معي في العام الماضي لقد عفى عني فعفوت عنه وفعلا لم يهاجمنا ذلك الحيوان مرة اخرى حتى يوم انسحابنا من ابراهيم الخليل عام 1984 !!!!
إرسال تعليق