سعد احمد الكبيسي
كنت واقفاً عند باب البيت فمر من امامي صديق ولم يسلم عليّ ، فناديته فلان ( ليش متسلم عليّ ) فعاد وسلم بحرارة واعتذر، فأعدت عليه السؤال ( ليش ماسلمت ) ؟ فقال والله العظيم ما شفتك ؟! فسالته عن حاله فسرد لي ظروف يشيب لها شعر الراس، منها قلة الراتب والايجار وابنته المريضة ومصروف المدارس ووووو .
هذه الدنيا قاسية تطحنُ الناس كل يوم ، تجدُ شخصاً مستأجر بيت أدركه آخر الشهر وليس عنده الإيجار، ومريض كاد دوائه أن ينفذ وليس معه ثمن شرائه ، وأب تُطالبه الجامعة بقسط ابنه ولا يجد مالاً يدفعه ، ومديون حان وقت سداد دينه ولم تتيسر أموره، وأمثال هؤلاء كُثر، فباللهِ عليكم إن سار هؤلاء في الطرقات هائمين على وجوههم فهل عليهم من عَتب ! أحسنوا الظن بالناس ولا تظلموهم بسوء الظن فوالله اننا لنمر بظروفٍ تجعل الحليم الحكيم المدبر حيران وشارد الذهن . إنها قساوة الحياة التي لا ترحم فالناس ليسو هم الناس ولا الاصدقاء والاقارب كما هم ولا احد يعذر . يا أخي ربما مرَّ بكَ أحدهم ولم يركَ من ثقل الهم والدين، فأحسِن الظنَّ بالناس! الذي لا يدعوك إلى منزله ليس بالضرورة بخيلاً ربما كان عفيفاً ولا يريدُ أن يفضح حاجته ! والذي لم يزرك في مناسبة ربما منعته كرامته أن يحضر دون هدية ! إن الذي يطلبكَ في حاجة في نفسه انكسار وإن لم يُبده لك، وفي روحه حزنٌ وإن أخفاه عنكَ ، فلا تكُن انت والدُنيا عليه، لِنْ له بالكلام، وابسِط له وجهكَ، وزين المجلس بابتسامتك، الحاجةُ مُرَّةٌ ولا يُخفف مرارتها إلا حُسن الأسلوب في أدائه ، فترفقوا يرحمكم الله ، ولا تكونوا أنتم والدنيا على الناس، فهذه الدنيا قاسية تطحنُ الناس طحناً ! وسلامتكم
إرسال تعليق