طلال بركات
لماذا شكلت ايران فيلق القدس إذا كانت لاتريد تحرير القدس الرئيس الإيراني يقول ان اسرائيل تسعى إلى جر ايران الى الحرب .. مما يعني ان ايران لا تريد الدخول في حرب مع اسرائيل وإذا كان هذا هدف استراتيجي لايران لماذا أسست فيلق القدس الذي من مهامة تحرير القدس حسب زعمهم، وأيضاً إذا كانت لا تريد الدخول في حرب مع اسرائيل لماذا ساهمت في تشكيل الميليشيات الموالية لها في سوريا ولبنان واليمن والعراق التي تربت عقائديا على طاعة ولي الفقية الذي ينتظر منه إعلان يوم الزحف لتحرير فلسطين، وفي النهاية تبين ان الموضوع مجرد شعارات صدعوا بها رؤوس العالم منذ عشرات السنين أولها يوم القدس العالمي ومحو اسرائيل والممانعة والمقاومة ووحدة الساحات وغيرها من المصطلحات الرنانة التي ظهر فاشوشيتها كونها شعارات لبيعها في سوق المزايدات والضحك على البسطاء لان المعارك الأخيرة في غزة ولبنان كشفت حقائق كبيرة للعالم وبالأخص المنغسمين في الطاعة لايران ومن هذة الحقائق أو الدروس والعبر ان معركة ايران لا علاقة لها بفلسطين بعدما اكد المرشد الأعلى ان المعركة بين الحسنيين واليزيديين ..
وأيضاً من الدروس والعبر ان ايران لا علاقة لها بإتباعها وأنهم مجرد أدوات تحركهم عندما يتعلق الأمر بمصالحها .. وكشفت ايضاً كيف انها تخلت عن اتباعها مثلما تخلت عن حماس في غزة وعن حزب الله في لبنان ، والاهم من ذلك ان الحرب في لبنان كشفت وجود تخابر مخفي لم ينقطع بين ايران وأمريكا لهذا نجد انضباط سياسي وعسكري إيراني اتجاه الصراع الدائر في المنطقة بما يرضي امريكا واسرائيل الذي شكل هذا الانضباط انفراد اسرائيل بغزة بما يقارب عاماً كاملاً من التدمير ولا تحريك ساكن من قبل ايران الحليف الاستراتيجي لحماس والأكثر من ذلك رفض طلب حزب الله في ضرب اسرائيل والمشاركة في الحرب الدائرة والغريب في الأمر الرئيس الإيراني يعلن من نيويورك بأن حزب الله غير قادر على المواجهة مع اسرائيل المتفوقة عسكرياً على الحزب، إذن ما فائدة آلاف الصواريخ التي زودتم بها الحزب، الا يعني ذلك مقدمة لتحطيم معنويات المقاتلين ومقدمة لبث الروح الانهزامية ومقدمة لتخلي ايران عن حزب الله لكي يقبل بالشروط الاسرائيلية المنضوية تحت المبادرة الأمريكية الاوربية العربية لوقف إطلاق النار وعودة قوات حزب الله إلى خلف نهر الليطاني مع تطبيق قرار 1701 الذي يقضي بنزع سلاح الحزب أو استمرار الضربات المنهكة للحزب دون مؤشر دفاع إيراني لدعم الحزب من خلال مشاركة عسكرية ولو شكلية لان ذلك يتنافى مع ما يجري من مفاوضات مباشرة في السر التي يقودها جواد ظريف مع الأمريكان في نيويورك بشأن تسوية الملف النووي الإيراني، يعني ان ما يحصل على الأرض في وادي وما يجري في الغرف المغلقة في وادي آخر لان الذي باع في الميدان يبيع من كان في الأحضان ..
والمثل يقول الصديق وقت الضيق بينما ايران كشرت عن انيابها وتخلت عن الكل من اجل مفاعلها النووي الذي تساوم عليه منذ سنين .. لذلك يتطلب الان من الفصائل التي انقادت وراء الركب الإيراني عليها ان تستفيق من غفلتها بأن ما جرى هو استغلال كل الأطراف لمصلحة فارسية بحته لا علاقة لها في فلسطين ولا تحرير القدس ولا مقاومة ولا ممانعة، أي لابد من حماس التي دمرت ولم يبقى لها من غزة غير الحطام ان تعلنها بصراحة كيف رميت إلى المحرقة ثم طويت هي وأحلامها في وادي النسيان أي لا تحرير ولا قدس .. وكذلك ان يصحى الحوثيين من أحلامهم ويراقبوا كيف باعتهم ايران في نيويورك بعدما وصفهم الرئيس الإيراني بالمتطرفين الذين لم يستمعوا إلى نصائحنا .. وان يصحى اللبنانيين من انسياقهم وراء العنتريات الفارغة والكف عن ما قام به حزب الله من جرائم تطهير في سوريا وأماكن أخرى حتى بات اليوم ملايين من المسلمين يتشفون بما حل بهم بعدما دارت الأيام .. وأخيراً الميليشيات العراقية فهم في نفس النسق ويأتي اليوم الذي يتم بيعهم في سوق المساومات لان المسألة ليست مكابرة وانما عليهم نزع ثوب وهم الانحياز الطائفي لان ما يحصل على ارض الواقع لا يعدو سوى بيع وشراء وبالامكان ان تتخلى ايران عن كل اتباعها من العرب عندما تكون بين خيارين، والغدر الفارسي معهود عبر التاريخ خصوصاً بعدما انكشف زيف الادعاءات الفارسية بالدفاع عن اتباعها، فلابد من استيعاب الدرس واستنباط الحقيقة من رسالة الرئيس الإيراني في نيويورك الذي اعتبر اسرائيل هي القوة الأكبر في المنطقة مما يعني ان ايران في حل عن مواجهتها وان صواريخها ومسيراتها مجرد استعراض للقوة لتخويف الجيران والحصاد للأمريكان .. لذلك نناشد الذي في دمه نبض عربي من الشباب المغرر بهم لابد من صحوة قبل فوات الأوان والعودة إلى رشد العقل وحفظ الأوطان من لعبة المغامرات والعنتريات وكفى الانسياق وراء وهم الشعارات لان ما يُقدّم من تضحيات تجيير لصالح ايران وفي النهاية لم تحصدوا إلا خراب بيوتكم واوطانكم في سبيل اجندات لا ناقة لكم فيها ولا جمل، بينما أبناء جلدتكم ستر وغطاء لكم وهم الأولى في الارتماء بإحضانهم والاولى نسيان الماضي ومآسيه وتنضيف ثوب الابدان من دنس اكاذيب الجيران والعودة إلى أيام التآخي والوحدة الوطنية التي لم يكن يعرف الجار ما دين جاره ولا مذهبه لان العيش كان تحت سقف الوطن وفق مفهوم المواطنة الذي يعني الأمن والأمان.
إرسال تعليق