مشاهدات
محمود الجاف
السؤال الذي يشغل الأمتين العربية والاسلامية بل والعالم الان هو هل ترد ايران أم لا ولماذا ؟
عُرفت السياسة الايرانية بالمكر والخداع والافكار التي كانت تحرك عقول قادة الامبراطورية التي دك حصونها المسلمون، هي ذاتها التي تحملها عمائم الشياطين التي تسعى لاستعادة ذلك المجد الذي لن يعود . ولكن هذه المرة غلفوها بلباس ديني باطنه الوهم والخرافة ونشروه على شكل عقيدة جرثومية أشد فتكا من اخطر القنابل من اجل الوصول إلى أهدافهم . وأول تلك الاهداف هو تحريف وتشويه الدين الاسلامي وقتل اهله وسرقة ثرواتهم واضعافهم لصالح اعدائهم . واخر ما توصلوا اليه هو وضع الاستراتيجيات طويلة الأمد مثل نظرية "ام القرى" في عالم تتغير فيه الأوضاع والمصالح على مدار الساعة . صدعوا بها رؤوسنا على مدى اكثر من ثلاثين عاما ادت الى تفاقم علاقاتهم مع الدول العظمى لكنهم عملوا وفق القاعدة السياسية التي تقول : لا يوجد في السياسة أعداء دائميون ولا أصدقاء دائميون وهذا شأنهم ودأبهم وقد نجحوا فيه . ورغم قوة العقل والمنطق في حسم تلك الصراعات إلا أن العواطف قد تكون أشد خطرا أحياناً وخاصة في موضوع الإقناع لأنها القوة السحرية لتغيير موقف أو رأي أو تعطيل مشروع أو الاستمرار فيه. ولهذا شاهدنا الكثير من الرؤساء الذين اتخذوا قرارات مصيرية عاطفية كانت نهايتهم وشعوبهم مأساوية وعندما سئلوا عنها كانت الإجابة ( بعض القرارات تحتاج إلى قوة قلب وخفة في العقل ) لكننا كبشر نشعر ونحس بالألم والفرح والسعادة والحزن وكم من كلمة كانت سبباً في رتق جراحنا وأخرى أوسعتنا وجعا . بل ودمرت اوطاننا وفرقت ساكنيها ..
قالت (CNN) يوم الجمعة الماضية أن رد الملالي على مقتل إسماعيل هنية في طهران لابد منه . جاء ذلك في بيان صدر عن بعثة ايران لدى الأمم المتحدة اكدت فيه أن ردها غير مرتبط بالمفاوضات المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل، وسيتم حتما دون الاضرار بها . وأضافت : ان أولويتنا هي إرساء وقف إطلاق النار الدائم في غزة وان أي اتفاق تقبله حماس سوف نعترف به أيضاً. وتابعت : كانت دائما هناك قنوات رسمية مباشرة أو وسيطة لتبادل الرسائل بيننا وبين الولايات المتحدة يفضل الطرفان عدم الكشف عن تفاصيلها .
خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة قطعت الكهرباء ودمرت البنى التحتية والتجهيزات والمؤسسات الصحية والتعليمية والإدارية وأسفرت غاراته عن استشهاد ( 39699 ) منهم (16365) من الاطفال و ( 11012 ) من النساء وفقد من تلك الفئتين ( 4700 ) واضعاف هذه الاعداد من المصابين وهجّر الاحياء من الذين عانوا من ذلك الظلم الذي ذاقه اخوانهم السوريين واليمنيين والعراقيين بكافة اطيافهم ومدنهم وخصوصا في الموصل . ومنه استخدام الفسفور الأبيض .
ايران هي نمر من ورق في كافة الجوانب العسكرية والامنية ولكنها شجاعة فقط بالكذب والغدر والتصفيات الجسدية من خلال الاغتيالات ويعرف شعبنا والعالم ماذا فعل بها العراقيون في حرب الثماني سنوات . وماكان يوم 8 . 8 . 1988 ليكون لولا أولئك الرجال الذي مازال الكثير منهم احياء حتى الان وارى من الغريب جدا صمتهم عن توثيق تلك الحقبة او على الاقل بعضها لعدم كشف التفاصيل التي قد تحرج اشخاصا في الداخل الايراني تعاونوا معنا أو دولا اخرى او احزاب كانت مشتركة في اللعبة أو معلومات قد ينتفع منها العدو . نظام عمائم الشياطين غذائه الحقد الاسود على الأمتين العربية والاسلامية فاضطره الى التعاون مع الشيطان لانقاذ كرسي الحكم .
الحقيقة التي لابد ان نفهمها اننا نحن من يصنع ويعظم اعداءنا وأنهم لاقيمة او قوة لهم سوى في ابواق الفاشلين من بني جلدتنا وماكانوا ليصلوا الى ما وصلوا اليه لولا ذلك الطابور البائس الذي اطلق عليه الخامس .. نفس المسرحية والضحايا هم ذات المشاهدين ولكن للاسف نعود لنتفرج عليها في كل مرة رغم اننا نعرف النهاية من البداية ..
عرفوا كيف يلعبون بالدمى التي تمثل السنة واستخدموها ليصوروا للعالم ان دينهم هو الاسلام وانهم لا يفرقون بين مذاهبه وهذه هي اكبر جريمة يرتكبها أحدنا عندما يتعاون مع هؤلاء، لان الدين الاسلامي وحتى التشيع لايمت لهم بصلة وواهم من يعتقد ان ملالي الشرك والفجور لهم عقيدة واضحة ثابتة المبادىء والقيم والتعاليم فهو متجدد الفكر وتخرج فتاواه حسب الزمان والمكان والاحداث التي تتجدد. ولهذا ترونهم كلما ظهر عدو جديد اخرجوا عنه روايات تؤكد كفره وانحرافه واذا احبوه جعلوه في مصافّ الانبياء حتى تنقضي معه مصالحهم . كما فعلوا مع حكومة اقليم كردستان ولمسناه جميعا .. هذه هي حقيقة هذا النظام الذي قلت عنه في احدى مقالاتي ان طريقة عمله تشبه الاخطبوط الذي لديه ثمانية اذرع . يحمل في احداها الورود وفي الاخرى خنجر مسموم .
أيران قادرة على ان تسرب معلومات الى وسائل الاعلام عن طريق اجهزة مخابرات صديقة او عملاء مكشوفين لها يعملون بشكل مزدوج او تصريحا لمواطنيها بالخروج من الاراضي التي قد تتعرض للخطر ومنها لبنان . وبين كل حين يتم استخدام الصواريخ في تنفيذ عمليات بسيطة متفق عليها من اجل ابقاء التوقعات قائمة على وجود الرد خصوصا اذا صاحبها أصوات رنانة توحي بذلك تطلقها افواه هي في نشر الاكاذيب فنانة .
لكن كل هذا لن ينفع وهم يعرفون ذلك لانه في النظام العالمي الجديد لاوجود للدولة الدينية ولا القومية عدا الكيان الصهيوني، ولهذا بدلت جلدها المملكة العربية السعودية الامر الذي لم تتقبله ايران لان منظومتها الدينية بنيت تماما على الصنمية والخرافات التي يعني هدمها كشف اوراق اللعب وتحطيمها الى الابد .. لقد تعاونوا مع الاحتلال الامريكي لاسقاط جدار الصد الحقيقي الذي هو العراق ودمروا شعبه البطل والان تخلت عنهم امريكا بعد ان اكملوا واجبهم وضحكوا عليهم واستدرجوهم وستبدأ عملية ابدالهم بالاقرب والاكثر نفعا وثقة وقدرة وفائدة في تحقيق المصالح الامبريالية القادمة في بحر الصين الجنوبي .
ان ايران تعرف كيف تلعب لكن نهايتها لابد منها فعدوها يستخدمها ثم ما يلبث ان يرمي عظامها الى الجراء الحقيرة التي تتبعه حيثما يمضي والحرب العالمية الثالثة تنتقل الى المرحلة الثانية التي هي ازدياد رقعة القتال وشدته وتمدده بين الحكومات والاحزاب اوالشعوب للتهيئة للصدام الاخير مع العدو الرئيسي وهو الصين والمضحك ان الرئيس الايراني اقترح الرد على ما سماه " قواعد اسرائيلية في دول الجوار" مثلما حصل في السابق عندما تم قصف اربيل، وقتل الابرياء هو هدفهم القادم . ايران تربح معاركها الصغيرة هذه ولكنها في النهاية ستخسر الحرب ويعود ابن الشاه الى كرسي أبيه على الطريقة البريطانية ومريم رجوي هي الرئيس وهذا هو السيناريو القادم والله اعلم وهو يهدي سواء السبيل ..
إرسال تعليق