حجاية ويه الناس .

مشاهدات



آسر عباس الحيدري
في حقبة الستينات كنّا صغاراً وكنّا نسترق السمع من الكبار أثناء مجالستنا لهم في الديوانيات . هذه حكايا من حكايات ذلك الزمن، الحكاية الأولى تقول :
الأول : ( متحدثاً ) يكولون بعد ماكو حرامية بالعراق ..
الثاني : (متسائلاً) ليش ماكو حرامية !؟
الأول : لأن الحكومة أصدرت قانوناً خاصاً للحرامية يقول هذا القانون إنّ كلّ حرامي يجي ويسلم نفسه للحكومة طواعية ويتوب ويحلف بعد مايسرق راح الحكومة تعطية الف دينار والدينار بوقتها كان قوي جدا كان الدينار يعيل عائلة كاملة لمدة شهر كامل ثم يكمل الأول كلامه بشماتة واضحة ويقول فالحرامية كلهم فرحوا وأجوا وسلموا أنفسهم للحكومة علمود يستلمون الألف دينار ويقول ( ضاحكاً ) حتى المو حرامي إجه وكال آني حرامي وجمعتهم الحكومة كلهم وأعدمتهم وخلصت الناس من شرهم ولهذا بعد ماكو حرامية في العراق وهسة افتح باب بيتك للصبح ونام اطمئن ماكو حرامي .

هكذا كانت هذه الحكاية منتشرة في ذلك الزمن وفعلاً الحرامية إختفوا أو قل عددهم في حقبة الستينات والسبعينات قياساً في الأعوام التي مضت والتي كان فيها الحرامي يحمل لقب ( سبع الليل ) ثم عاودوا في الظهور مرة أخرى في حقبة الثمانينات مستغلين إنشغال الدولة العراقية عنهم في حربها مع إيران.

الحكاية الثانية تقول :

في حقبة الحصار الدولي على العراق وإنتشار مرض الإيدز في المنطقة ومنها العراق أصدرت الدولة العراقية حينها بياناً قالت فيه إنّ كلّ مريض بمرض الإيدز يسلم نفسه للدولة سوف يحصل على مبلغ مالي كبير ويسفّر إلى خارج العراق لغرض تلقّي العلاج من هذا المرض وعلى نفقة الدولة يقول الراوي ومثلما تجمّع الحرامية في الحكاية الأولى تجمّع أيضا المرضى من حاملي مرض الإيدز وتجمّع معهم كذلك أصحّاء كثر لايحملون المرض وذلك طمعا ً للفوز بالمال وكذلك وجدوها وسيلة سهلة للهرب خارج العراق ( كم كانت الدولة مغفلة ) مال ثم سفر خارج العراق وعلى نفقتها وأيام الحصار إنها فرصة لا تعوّض هكذا كانوا يمنّون أنفسهم ومثلما حصل مع الحرامية سابقا جمعتهم الدولة المرضى مع مدعي المرض وأعدمتهم جميعاً وذلك منعاً لإنتشار المرض بين العراقيين وأصدرت الدولة العراقية حينها بياناً غير مكتوب ولكنه قيل على لسان وزير الداخلية وطبان إبراهيم الحسن في أحد الإجتماعات المغلقة كما نقله أحد ضيوف الدكتور حميد عبدالله في برنامجه تلك الأيام إنّ الوزير قال لضباط الداخلية المجتمعين معه تعليقا على تلك الحادثة ( إحنه ماعدنة م ……. في العراق كان يجب إعدامهم حتى نحمي البقية من الناس ) وعلى أثرها إختفى مرض الإيدز من العراق أو قلّت نسبته قياساً إلى باقي بعض دول الجوار )..

الحكاية الثالثة :

والتي حصلت في عراق اليوم تقول هذه الحكاية :

إنّ الدولة العراقية أصدرت بياناً قالت فيه ( ماراح يبقى فقير عايش في العراق )!! يقول بعض العراقيين تهكماً على هذا البيان: يمكن راح يقتلونا مثل ماقتلوا الحرامية في السبعينات علماً إن نسبة الفقر في العراق اليوم 85 / 100 من مجموع الشعب العراقي
الله يستر فقراء العراق لو صح هذا البيان …

تعليقات

أحدث أقدم