الشعب والراعي

مشاهدات



محمود الجاف

الشعوب المغلوبة على أمرها تشبه قطعان الغنم .. لا تقدر النِعم ولاتعرف ما الذي يجري ولاتفهم سوى التضحية والموت من اجل القائد أيا كان والعَلَم . حتى وان كفر وسرق وأجرم . ولأنهم لغير الله عبيد سيرضون بالعيد الجديد . والراعي هو الذي يخبرهم بمايريد لأنه يعلم انهم سيتبعوه في جميع الاحوال ويرضون بكل الافعال والاقوال واخيرا اليه يؤول المآل ويبدأ الكُتّابُ بالكتابة ويشرحون ويبررون بالإنابة حتى يفلت المذنب من عقابه ويعلو الصراخ والقيل والقال ولكن لمن في النهاية القرار ؟

من الذي يُقسم الارزاق ويضرب الأعناق ؟

قال تعالى ( إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ .. )

لاتتعجلوا التحليل والتعليل والتبجيل والعويل والتطبيل وابحثوا عن المستفيد من موت هؤلاء وستعرفون ما الغاية وماذا يريد . ولاتصبحوا كالعبيد الذين يولولون دون ان يفهموا ويتكلمون دون ان يعلموا ولايدركوا ان الدنيا ساحة اللعبة . وكلنا ندور في فلكها دون رغبة . وكثير منا ضيع دربه وراحل في النهاية الى ربه .. وهناك الكل سيفتح قلبه ونعرف من الذي قتل القاتل ونصر المقتول ومن الذي نجمه سيبزغ ومن الذي كوكبه الى افول ؟..

من الذي كلامه معقول ومن الذي كلامه غير معقول ؟

مقبول كان هذا أم غير مقبول ..

لكن لو عرفتم من القادم للجلوس على كرسي المُغادر ستعرفون من هو الشخص الغادر . الذي كان قد نسق مع العدو الكبير ليحتلوا البلد المليء بالخيرات والبيادر . ولو اردتم ان تفهموا الحكاية من البداية الى النهاية لابد ان تعرفوا من الذي أعدم الجنود وغير الدين والحد والحدود ليمنح القوة للصليبيين واليهود .. وفي النهاية سيبني له قاتلوه مرقدا كبيرا ومزار ..

كل الذي جرى لانهم خانوا البطل المغوار .. الذي بقي يحاول ويناضل ولم يفلح حتى غابت عن الأمة شمس النهار .. كان يصارع العدو وحيدا ليأخذ الثار ويعدل المسار . لكن القادة والملوك والامراء غدروا به فاصابهم الذل والخزي والعار . قادتهم افكارهم الغبية الى طريق لايفهموه وسياتي اليوم الذي يزيل الله به عنهم الغبار ويفضحهم ويكشف عن عوراتهم الستار . لان عقولهم ملأى بقاذورات الافكار، وكل شيء عندهم يشبه لعب القمار .

وهذا الامر سيقودهم ان شاءالله الى جهنم وبئس القرار .




 

تعليقات

أحدث أقدم