أقلامٌ بلا أمانةٍ !

مشاهدات



 سعد أحمد الكبيسي


عندما تتصفحُ مواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ ، وتتنقلُ بينَ كروباتِ الواتس آب والفيس بوك وتويتر وغيرِها من المواقعِ تجدُ نفسَكَ وكأنَّكَ في (حفلة چوبي) من كثرةِ التطبيلِ وكيلِ الألقابِ والأوصافِ وتبريرِ المواقفِ واسكات  كلُّ من يتكلمُ بالحقيقةِ ؟! فبعضهم  يكتبونَ على مزاجِ المسؤولِ وكيفَ يريدُ وماذا يريدُ ! فالأقلامُ دروعٌ حصينةٌ يختبئُ خلفَها الناسُ، وهيَ أشدُّ فتكاً من البنادقِ ! في كلِّ مكان سنجدُ المؤيدَ والمعارضَ، وليسَ عيباً أن يكونَ هناكَ شخصٌ مؤيدٌ لتوجهاتِ البعض ، وهناكَ شخصٌ لا يعجبُهُ ذاك التوجهُ، ولكنَّ الخطرَ الأكبرَ هوَ المطبل الذي لا مبدأَ لهُ، ويبحثُ فقط عن استفادةٍ ماديةٍ دوم النظر الى عواقب كلامه .

 

الكلمةُ أمانةٌ والكتابةُ تصونُها، وهيَ صيدٌ والكتابةُ قيدُها ومرتزقةُ السيفِ قديماً لمْ يكن لديهم  ولاءٌ لفكرةٍ، ولاؤُهم الحقيقيُّ كانَ لجيوبِهم، وكذلكَ مرتزقةِ الأقلامِ اليومَ، ولكنَّ كلاً في مجالِهِ ! إنَّهم شهودُ الزورِ على التاريخِ والواقعِ والمستقبلِ فبئسَ القلمُ ذاكَ الذي يجبنَ عزمَهُ، ويطيشُ رميُهُ ويجفُّ حبرُهُ عن قولِ الحقِّ، ثمَّ ينطلقُ مدادُهُ في ساحاتِ الباطلِ مزهواً بالترهاتِ قد قارفَ الكذبَ وحاربَ الصدقَ . احتلتْ أمريكا العراقَ بحجةِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ، ثمَّ تبينَ أنَّها كذبةٌ، فقتلت ملايينُ البشرِ، وقاومَها الشعبُ العراقيُّ بكل جرأة دفاعا عن وطنِهم، ولكنَّ مئاتِ الصحف والمواقع وأفلامِ هوليود صورتُهم على أنَّهم إرهابيونَ! هكذا ببساطةٍ يصبحُ المحتلُّ القادمُ من وراءِ المحيطِ فاتحاً مخلصاً، ويصبحُ صاحبُ الدارِ إرهابياً! لو أعطيتُ الذئبَ قلماً ليكتبَ التاريخَ، سيكتبُ أنَّ الخرافَ كانت مجرمةً، كانت أحياناً تحاولُ أن تنطحَهُ حينَ كانَ يحاولُ أكلَها! وأنَّها لطخت فروَهُ الجميلَ بدمِها، كانت بكلِّ همجيةٍ تقاومُ أسنانَهُ حينَ تنغرسُ في لحمِها!


‏يقولُ الأفارقةُ في مثلِهم الشعبيِّ : 


إلى أن تتعلمَ الفريسةُ الكتابةَ ستبقى القصصُ جميعُهما تمجدُ الصيادَ!


وسلامتُكم

تعليقات

أحدث أقدم