الطبيبة البيطرية في لايبزغ

مشاهدات

د.ضرغام الدباغ

 

في كليات الحقوق الألمانية (في السبعينات)، كانوا يأخذون الطلبة إلى المحاكم بأنواعها، ليشاهدوا وقائع ومجريات المحاكمة ودور القاضي والمحامي والمتهم ومفردات سير المحاكمة كما تجري واقعياً . ولي صديق درس كلية الحقوق في ألمانيا، وحضر بعضا من هذه المحاكمات وروى لي الطريف منها، ومنها هذا الخاطرة التي أكتبها، والتي تنطوي على عبرة .

 

في إحدى القرى القريبة من مدينة لايبزغ، تعينت طبيبة بيطرية حديثة التخرج من الكلية، لا يتجاوز عمرها مطلع العشرينات، شقراء رائعة الجمال. وكانت بمثابة الزهرة في هذه القرية التي كانت تضم عددا من مربي الحيوانات ومنها الأبقار لصناعة الحليب ومشتقاته. ومن هؤلاء رجلان، هاما بجمال هذه الطبيبة، وزين لهما عقلهما أن يعتديا على هذه الطبيبة الشابة، واتفقا على ذلك، بأن أتصلا بها ليلاً وأخبراها أن بقرة عندهما تلد، وهي تواجه العسر في الولادة ، ويرجوان منها مساعدتها . ولما جاءت الطبيبة ومعها حقيبة أدواتها للعمل، وفي اسطبل الأبقار لم يكن هناك لا بقرة ولا ولادة ولا شيء من هذا القبيل، بل قام الرجلان بالأعتداء عليها جنسياً بالقوة ولم ينفع معهما توسلاتها. وبعد أن أنهى الرجلان فعلتهما الشنيعة،  بادرتهما الطبيبة بالقول، إن كان لابد من ذلك، فلم الخشونة والاغتصاب، فليكن ذلك بجلسة ودية فيها طعام وشراب ليحلو الجو وتكمل المتعة. 

 

فرح الرجلان، وهبا من فورهما وجلبا المشروبات الكحولية والطعام وبدأوا بالشراب، وبعد أن ثمل الرجلان وأصبحا في حالة يرثى لها من السكر، وهم عراة، نهضت الطبيبة إلى حقيبة العمل التي كانت قد جلبتها معها كمستلزمات لعملها، وقامت بإخصاء الرجلين (أزالت خصيتيهما). في المحكمة كان الرجلان جالسان وعيونهما في الأرض خجلاً من عار فعلتهما  وفقدانهما للرجولة، الطبيبة الشابة قالت أنها فعلت ذلك لإنزال العقاب الجدير بهما، وقال القاضي رغم أن الرجلان مذنبان فعلاً بالاعتداء عليها، إلا أن المحكمة هي من تقاضيهما على فعلتهما، والعقوبة بحق جريمة الاغتصاب في المانيا قاسية تتراوح بين 8 إلى 14 سنة حبس . ربما ما قامت به الطبيبة عادل، وما حكم به القاضي عادل وأيضاً، الجمهور كان يتعاطف مع الطبيبة، والقلة فقط، أشارت أن الحكم ينبغي أن يصدر من محكمة وليس من الأفراد ..! وهؤلاء على الأرجح من رجال القانون والقضاء ورجال المجتمع الذي لا يقبل إلا بحكم المحاكم وليس بحكم الأفراد ..!بصرف النظر عن حيثيات القضايا، ولكن ينبغي قبل كل شيئ أن تكون المحكمة عادلة وليست خاضعة للأهواء والآراء الشخصية، وهذا من أساسيات الدولة المتينة. حكم على الطبيبة بعقوبة مخففة بسيطة، أما الرجلان فليس لديهما ما يكرران فعلتهما به بعد اليوم، فالطبيبة قامت بنفسها بما يلزم ..

تعليقات

أحدث أقدم