الإنصاف والوفاء طريقنا الى الحرية

مشاهدات
 

محمود خالد المسافر
 
 
كنت دائما ادعو للكتابة عن قامات العراق وهم أحياء . إذ يعز علينا أن يغادر دنيانا اي احد منا ولم يأخذ حقه في التقييم والإشادة من زملائه ومن عملوا بمعيته. وها نحن اليوم نستذكر الكثير منهم وقد فارقونا ولم يأخذوا نصيبا يستحقه من استذكار أعماله وإنجازاته وهم بيننا . لقد فرقتنا الدول واصبحنا ملل، منا المؤيد لهذا ومنا المؤيد لذاك، ومنا الرافض لهذا بسبب موقف فردي ومنا المؤيد والمحب لذاك بسبب موقف فردي ايضا . نسي بعضنا انجازات بعضنا الفردية والجماعية. ولذلك فإنني أؤكد هنا أن هناك افكارا خاطئة ينبغي أن نطردها من تفكيرنا . وهي ربط الإنصاف وحسن وحيادية التقييم لشخص ما بنظام أو دولة أو بقضية تخص الرأي العام . أو ربط التقييم لاي شخص أو تجربة بعملية تاريخية لها بدايات ونهايات والتي تتطلب احيانا بعض التوازنات . هذا النوع من التفكير يمنع خيرا كثيرا ويمنع الإنصاف الذي ينتظره كل من عمل بالوظيفة باخلاص واجتهاد ، والذي يكون قد أصاب في أغلبها، واخطأ في بعضها ولكن لا ينقص ذلك من إنجازه شيئا. 
 
لقد عملت أنا شخصيا بعد الاحتلال في عدة دول أستاذا جامعيا ورئيسا لجامعتين وبوظائف مختلفة أخرى ودخلت في أنظمة تلك الدول بشكل مباشر وتعاملت مع موظفين بدرجات مختلفة من درجة وزير أو أعلى إلى درجات الموظفين الصغار . لم أر مثل الموظف المخلص الكفوء الذي رأيته في وزارتي الخارجية والتعليم في العراق . لذلك أرى دائما أن الإنصاف والوفاء ينبغي أن يدفعانا دائما لنتذكر رجالات العراق الذين خدموا العراق كل حسب قدرته وعلمه واجتهاده وكان نتيجة عملهم أن أصبح العراق رقما صعبا مما استدعى أن تستنفر كل قوى الشر الصهيونية والصفوية والرجعية لتهدم التجربة العظيمة . وإذا تهدمت التجربة بسبب القوى الهمجية الإمبريالية المفرطة واخواتها، إلا أن أصحاب التجربة لا زالوا احياء. فلنكتب ونوثق للأجيال تلك التجربة العملاقة ونعطي كل ذي حق حقه ولا نتأخر . وأدعو كل رفاقي في العمل الوطني في وزارة الخارجية وكل الوزارات العراقية أن نتجاوز الحكم الفردي في تقييمنا للتجربة ورموزها . واقول هنا لا يمكننا أن نخطو خطوة في طريق حريتنا وحرية العراق إذا كنا لا زلنا أسرى المواقف الفردية والتقييم المشروط بهوا النفس .
 
لابد  للعراق أن يعود افضل مما كان باذن الله، وإذا كتب الله لنا أن نراه فذلك فضل من الله عظيم، وإذا لا فإن عزاءنا أننا ساهمنا في نهضته من كبوته حتى ولو بكلمة حق في وجه سلطان جائر، أو بكلمة حق لمن يستحقها ممن عملنا معهم وتعلمنا منهم . تحية اجلال وإكبار لكل وزراء خارجية العراق في العهد الوطني الاجلاء وبلا استثناء، المرحوم العملاق الاستاذ طارق عزيز، والاستاذ محمد سعيد الصحاف والدكتور ناجي صبري الحديثي . تحية للسادة الوكلاء الذين عملت معهم وفي معيتهم وهم المرحوم سعد الفيصل والمرحوم نوري الويس والمرحوم نزار حمدون والمرحوم الدكتور رياض القيسي والدكتور نبيل النجم والاستاذ عبد الجبار الدوري . تحية للسفراء الذين عملت معهم وتعلمت منهم، أو الذين تعاملت معهم عن قرب، ولا زلت وابقى احمل لهم الفضل وهم مع حفظ الألقاب : د. وهبي القرغولي، زهير العمر ، د. صباح ياسين العلي، محمد رفعت العاني، كمال العيسى، عصام محبوب، د. محسن خليل، د. سعيد الموسوي، عدنان مالك، أسامة بدرالدين، د. سعدون الزبيدي، برهان غزال، د. فاروق الفتيان، واخرين رحم الله من مات منهم وحفظ الله الاحياء وادام عليهم نعمة الثبات.

تعليقات

أحدث أقدم