البعث في معتقل كروبر

مشاهدات



 د.انمار لطيف المحمدي 

 

بعد اعتقالنا بغارة جويه امريكيه انا ووالدي الشهيد لطيف نصيف جاسم  في 9/6/2003  جرت التحقيقات مع كل من وجدناه من المعتقلين الاخرين وهم كل اعضاء قيادة قطر العراق المطلوبين  ومعهم مثل سمير النجم وخضر الدوري وعكله الكبيسي وعبد الغني عبد الغور ومزبان خضر وقائد العوادي  والمطلوبين في القائمة الامريكيه الشهيد علي حسن المجيد  والشهيد طارق عزيز والشهيد طه ياسين رمضان والشهيد برزان ابراهيم والشهيد سبعاوي ابراهيم  وقيادات عسكرية وامنية تكاد تشكل نسبة النصف من مسؤولي الاجهزة  وعموما كان ابرز ما يتم التحقيق حوله هو اسلحة الدمار الشامل .

 

وكان هناك هوس لدى المحققين وتنافس لكي يحضى احدهم بمعلومة عن مكان اخفاءها ولان الجميع ليس ذوي اختصاص ومنهم القيادة  انتقل التركيز على مسؤولي التصنيع العسكري  وهو الامر نفسه على مدار سنة من التحقيقات وابرزهم السيد عامر رشيد وزير النفط فقلت له الم يكتفوا بتفتيش لجان الامم المتحدة ومقابلاتهم قال (مازلنا نعيد ونصقل بما ذكرناه في اللجان التفتيشية ) وزادت الضغوط حتى عندما علمنا بان القائد الرئيس قد طلب وهو خارج المعتقل بالتفاوض من قبل القيادة القطرية للبعث في معتقل كروبر  وقد علم جميع المعتقلين بأن التخويل انحصر بالشهيد على حسن المجيد حصرا ولايوجد غيره وقد اكد لنا بنفسه رحمه الله اثناء فتح ابواب الزنزانات الانفرادية لممارسه الرياضة بأنه قابل وفدا من المحققين بالمعتقل وخارجه  بانه تم تداول رؤية الولايات المتحدة وماتريده من القيادة المختصة بقيادة حزب البعث بالعراق وخارجه بالوطن العربي .

 

وتتلخص (بان ينتهي البعث في صلته بالاقطار العربية وان يكون الحزب عراقيا لتختصر تسميته بحزب البعث العراقي ) وظهر لنا الهدف الامريكي بوضوح بان البعث يشكل احد الاهداف الاستراتيجية في العقل الامريكي وهنا انتهى التفاوض لان كل عضو من القيادة اعتبر قضية التفاوض هذه مجرد هراء وليس هناك امكانية القبول الا ان يكون البعث عربيا  وجرت الضغوطات على تبني احد اعضاء القيادة بتأسيس حزب للمسيحين بالعراق ولا داعي لانتسابهم للبعث العراقي  بل وأبلغ المحققين الامريكان السيد وزير الاوقاف عبد المنعم محمد صالح التكريتي بأن لاداعي لوزارة واحدة اسمها الاوقاف وانما سيكون هناك وقف سني ووقف شيعي وادارة للاقليات وهنا اتضح بما هو متوقع بان البعث وسياسته ومؤسساته ومركزيته اصبحت معنا في كروبر واحجم الجميع بايمان راسخ بان لا تفاوض حقيقي وانما خريطة  قادمة لتمزيق البعث بالاعتراف الرسمي اولا ولكن الرفض وعدم تداول هكذا قرار ليس من اختصاصات اي قيادي وربما الامين العام هو المعني بأية استراتيجية تخص البعث وبعد اعتقال الشهيد الرئيس صدام حسين وبعد سلسلة من التحقيقات اعلن بالمحكمة الجنائية امام القاضي رؤوف عندما قال له انت مسؤول عن حزب محظور فاجابه (هذا حزبي ولا تستطيع انت او غيرك ان تحضره ) فكان هذا الجواب متناسق مع رفض القيادة المخلصة للبعث في احلك ظروف الاعتقال فليس هناك شيء اسمه البعث العراقي بل ان البعث يستمد وجوده من الامة العربية ولا حياة للبعث بدون تأكيد انتماءه للعروبة ولكونه بعث قيم تمت محاربته بالفساد ونشره ولانه بعث وحدة تم محاربته بالانشقاقات وتداول التهم والشتائم بين المنشقين وهذا مانعرفه منذ وجودنا بمعتقل كروبر بان البعث سيواجه استراتيجية تبدا باغتيال القادة الاصلاء وتنتهي بابراز الضعفاء والدخلاء وليكن في علم المناضلين ان من احد اسباب اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين هو اصراره على وحدة البعث واكد على ارتباطه بقيم الايمان والاسلام الحنيف بحملة القران الكريم وعناده على اداء الصلاة في وقتها حتى وان كان داخل قفص المتهمين  .

تعليقات

أحدث أقدم