ثلاثية تهويد وتطبيع العقل العربي

مشاهدات



بقلم عبد المنعم إسماعيل 

 

خلال قرابة  التسعين عاما من الصراع  والنزاع بين أصحاب الأرض الفلسطينيين وبين عصابات بني صهيون مر المخطط الجهنمي الصهيوني بمراحل أربعة متوالية لتحقيق هذا الخطر وجعله خيارا حتميا أمام الشعوب العربية التي تم استهلاكها عن طريق مناهج التغريب والتسطيح والليبرالية لتكون المرحلة الرابعة نتيجة حتمية لتمرير مخطط التطبيع والمسخ العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي أحد أدوات ومحاور قبول التطبيع ومن ثم التهويد للعقل العربي كصورة من صور الاحتلال الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي للعقول العربية والإسلامية خاصة بعد نجاح غربان العلمانية الفاشية العربية من بناء عقول تابعة لكوارث التدليس العلماني التي تتعامل مع بني صهيون تحت شعار الإنسانية وما هي بذاك بل هي اللادينية المقنعة بغلاف التطبيع الذي غايته ترسيخ مفهوم الحقوق الصهيونية في الأرض المباركة فلسطين من النهر الى البحر وهذا ما تسعى إليه الصهيونية عن طريق رموز التجريف العلمي والعقلي والعقدي الصهيوني الذي يرفع شعار التطبيع وفي مكنونة شعار التهويد وتغيير طبيعة البناء العلمي والعقدي للأمة العربية والإسلامية .

 

مراحل المكر الصهيوني لتهويد العقل العربي :

اولا : أكذوبة الأرض مقابل السلام عاشت الأمة بعد انتصار مصر في عام 1973 حالة من التيه الوظيفي لدفع الأمة نحو قبول دعوات الخارجية الأمريكية والصهيونية والصليبية في بلاد الغرب من أجل شعار الأرض مقابل السلام وياليتها أرض خالصة للمسلمين يقيمون فيها دولة كاملة الحرية والعدالة للانطلاق منها مستقبلا لتحقيق باقي الامل الفلسطيني والعربي والإسلامي بتحرير كامل فلسطين ولكنه شعار شكلي برد جزء من الأرض العربية مقابل تمرير التطبيع من العقل العربي والإسلامي فيتم مسخ الحق بجزء منه وهذا قمة المكر الصهيوني .

 

ثانيا : دولة منزوعة الكيان  مقابل السلام كان هذا الشعار صورة خبيثة من صور المكر الصهيوني المتوالي دولة منزوعة الكيان الخاص مقابل السلام الشامل مع بني صهيون وسبحان الله كانت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية هي وقود الثبات الفلسطيني على مر التاريخ .

 

ثالثا : مخطط عدم التهجير من غزة  مقابل السلام . جاء هذا المكر نظرا لحالة الضعف والهزيمة النفسية التي تصاحب العقل العربي والإسلامي كانت لحرب غزة الصمود والتضحية الشاملة تسعى بمكر خبيث نحو تمريره باستدراج شعوب المنطقة عامة والدول الرمزية بصفة خاصة للجلوس على مائدة التطبيع تحت شعار انقاذ غزة وفي الحقيقة تمكين الصهيونية  من إعادة تشكيل العقل العربي مقابل السلام مع الصهاينة .


الخلاصة :

إن متوالية الانحدار والانتكاسة لا نهاية لها ولو يوجد سقف لنهاية الطموح اليهودي والصهيوني في الأرض العربية والإسلامية في فلسطين أو العراق والشام ولبنان واليمن . إن الخطر الإسرائيلي الشرقي في طهران هو سلاح التمكين لإسرائيل الغربية المحتلة لفلسطين المباركة ولا خلاف بين الآيات الشيطانية الخمينية والعصابات الصهيونية والصليبية المتحكمة في القرار داخل تل أبيب المغتصبة ثم  تم  تغيير الاسم ليحقق الامان النفسي والاجتماعي للمجتمع الصهيوني ولكن هيهات . الحروب الوظيفية للصهيونية العالمية تستعمل مكر التدليس الإعلامي وخبث التزوير للعقول والقلوب والمفاهيم العربية والإسلامية لصناعة حالة من الانحدار في الفهم ومن هنا يصبح مجرد التطبيع مع بني صهيون نجاح خاصة إذا تم شرعنة حالة الردة الأخلاقية والفكرية عن طريق دعاة السوء وغربان المنابر المحتلة داخل أوكار التوافق مع الخمينية أو الصهيونية العالمية والصليبية المتدثرة بتمرير مخطط النفاق العلماني أو الدجل الليبرالي أو باطنية المجتمع الخميني .

تعليقات

أحدث أقدم