أكاذيب عراقية في الإستقلال والحرية

مشاهدات

 





علي السوداني


يحدث هذا – مثلاً – كل أربعة شهور يتفضل فيها الغزاة الأمريكان الأوغاد بالموافقة على تجديد حق العراق في استيراد الغاز الإيراني ، مشروطية تسليم ثمنه إلى بنك محايد بأوربا مهمته إبقاء الفلوس مقيدة وبعيدة عن خزنة الجارة المدللة ، وهذه واحدة من خدع العم سام التي تشبه خدعة فرض عقوبات مضحكة على أفراد وبنوك وكيانات معلنة وتحت الطاولة !!


عصا الفصل السابع المجرمة التي قتلت مئات آلاف العراقيين منذ أزيد من ثلاثين سنة ، ما زالت ترفرف بيد المحتل ، ومن ذلك الإشراف الكامل على استخراج وبيع نفط العراق الهائل حيث يتم استلام مليارات الدولارات الناتجة عن تلك العمليات الدسمة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي القوي ، وبعدها يمنح البلد حصته المقررة التي يرضى بها الحاكم الوكيل ويجملها بالقول إن هذا السلوك الأمريكي إنما يهدف إلى حماية أصل المال الوطني الحلال !!


للأمريكان قواعد عسكرية ضخمة تراها الحكومة بالعين المجردة فقط في المحافظات التي تسيطر عليها ، أما القواعد بكردستان فلا سلطان عليها لأنها تقام وتعيش في محمية كردية قوية تشبه دولة كاملة السيادة والاستقلال ولا ينقصها سوى الإعلان الرسمي ، وهذا الأمر سيتحقق في الزمن المنظور ، برغبة شعبية كردية كاسحة وبحماس أمريكي غربي عام وبموافقة خجولة من تركيا وإيران طالما ظل أكرادهما خارج حلم الدولة المستقلة !!


سماء بلاد ما بين القهرين العظيمين هي الاخرى محتلة بطائرات الوحوش وأقمارهم الإصطناعية التي تتصل بأكبر قاعدة أمريكية على الأرض وهي مبنى سفارتهم الشاهقة بمحمية بغداد الخضراء ، وهذا الماخور محصن ومحمي ولا يقدم أي خدمة للجمهور ويعمل به آلاف الموظفين العسكريين والمدنيين مع وجود مطار خاص يخدم الهدف الأكبر للمحتلين وأيضاً بمقدور الحرامي المحلي الكبير أن يهرب عن طريقه إذا وقعت بينه وبين الحرامية الكبار عركة أو سوء ظن وفهم !!


بين مدة ومدة ومدة يتلاعب الحكام والغزاة بعقول الناس في لعبة تبديل العناوين ، ليبقى جنودهم الغزاة بأماكنهم تحت مسمى قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش ، وهذا أمر لن ينتهي أبداً ، فإن غاب الدواعش لأسباب فنية مثلاً فإن أمريكا ستتكفل بتفجير سيارة مفخخة لتقتل أعداداً من الأبرياء ثم تقوم مواقعها الألكترونية بتصنيع موقع إخباري داعشي وظيفته المؤقتة هي إعلان الوحوش المقطمين المقملين عن مسؤوليتهم عن الواقعة !!


خارطة طيران العراق المدني وجواز سفره وعملته الوطنية وثرواته الضخمة وأشياء اخرى تتصل بالكرامة والهوية الوطنية كلها منتهكة ، حتى أن منتخبه الوطني لكرة القدم مثلاً ليس بمقدوره اللعب على أرضه وبين جماهيره بالعاصمة المريضة حتى الآن !!


مكملات ومقبلات الإحتلال ونتائجه كثيرة ، فبلادنا المريضة هي الأفسد على وجه الكون بعد فقدان مئات مليارات الدولارات نهباً وغسلاً وتهريباً وتزويراً وعقاراً .


الأمراض والفضائح والفظائع الإجتماعية سادت المشهد تماماً ، فالمخدرات تفتك بشبابه والعشائر تتقاتل بكل أصناف السلاح والإغتيالات مستمرة ، والخيانة والتزوير والكذب والنفاق وصنف الفساد الإستثنائي الذي دخل حتى إلى الأمكنة التي كنا نراها مقدسة ، مثل الأوقاف الدينية المختلفة وحرمات المساجد والجامعات والمدارس والمشافي والمحاكم ، وبمقدور المواطن العادي أن يرى وهو في طريقه إلى العمل كيف أن دولته وحكومته فاقدة لأي درجة من الهيبة والحصانة القانونية العادلة ، فشرطي المرور يسحل في الشارع ، والمعارك التي ينتج عنها قتلى وجرحى تتم على مقربة من أعين الشرطة وسيارات النجدة ، وأنواع مطورة من الإبتزاز الذي يتم استقواءً بالعشيرة أو بالعمامة !!


شهادات دراسية عليا ودنيا للبيع والتصنيع ، وتزوير في بيبان المظلومية وقبض الثمن ، وآلاف مؤلفة من الموظفين والعمال الفضائيين الذين يتسلمون الرواتب الحرام ليس من دوائر الدولة المعروفة فقط ، بل من أمكنة منها دوائر الرعاية الاجتماعية ومؤسسات السجناء السياسيين والشهداء أيضاً ، وهذا الوباء يجري بالتزوير والخاوة وموت القانون !!


أما مئات مليارات الدولارات المنهوبة فلن تعود أبداً إلى خزينة الدولة وجيوب الفقراء ، بل سيقتصر الأمر على تمثيليات مملة من هيئة النزاهة والقضاء الأعلى ودوائره التي صارت غطاء حامياً لكل أنواع الجرائم والرذائل ولن يصحح المشهد إلا بمعجزة بعيدة حتى اللحظة !!


ثم أن الطائفية التجارية الغبية تتجذر وتترسخ وتصير علامة فارقة وهي المقتل الأكبر !!

 

 

تعليقات

أحدث أقدم