لبوات عراقيات لا يتكررن في التأريخ

مشاهدات



علاء آل شبيب


الأولى من الديوانية : حضرت الى جبهة العمارة بعد معارك شرسة وهي تحمل التابوت على سيارتها وتطلب الوصول الى الجبهة لكي تستلم جثة زوجها الشهيد .. الغريبة أنها احست بأستشهاده ولم يخبرها أحد !! واخبروها انه في أرض الحرام ومن الصعوبة الوصول اليه .. فطلبت ان تصل إليه بنفسها لتسحبه ولكن الأبطال رفضوا فوصلوا اليه بعملية صعبة واخلوه وسلموه لزوجته بعد ان وضعوه على سيارتها بالتابوت الذي قدمت به وانطلقت به لوحدها !!!

 

الثانية من بغداد : كنت ذاهبا لزيارة صديق عام 1987 بسيارتي فطلب مني ان نذهب للبقال اولا فلم اسأل .. فرجعنا لبيت قريب على بيته فنزل بالاكياس ودق الباب على بيت فمدت امرأة يدها واخذت الاكياس ورجع الي وهنا زادني الفضول فسألته من هذه المرأة ؟ فقال : هذه زوجة أسير واقسمت الا تخرج من البيت حتى يعود ونحن نتناوب على التسوق لها !!! فقلت له : وكم مضى على هذا الحال ؟ فقال 6 سنوات !! ولا ادري ماذا حصل بعدها .

 

الثالثة من الموصل : كانت محامية وتوكلت بقضية لي فربحتها فكان الاتفاق على اتعابها 1500 دينار ومن شدة فرحتي قلت لها أريد ان اعطيك 2000 دينار فرفضت فأزداد اعجابي بها كانت امرأة بعشرة رجال .. فقلت لها على الفور ( أنا ربحت القضية واريد ان اربحك كزوجة ) نظرت الي بتعجب فقالت ( اتشرف بك جدا ولكني انتظر خطيبي وهو في الأسر منذ سبع سنوات فلا تزعل !! ) فقلت لها : بالعكس ازداد احترامي لك .

 

الرابعة من البصرة : امرأة بلغت ال 78 من عمرها هذا اليوم ، تعيش في مانشستر شمال بريطانيا لاتزال الى يومنا هذا تبحث عن زوجها الذي فقدته في جبهة البصرة عام 1981 وتراجع الصليب الأحمر وكم من مرة طلبت مساعدتي واخجل ان أقول لها ان الأمر ميؤس منه وهي تقول ( حتى لو له رفاة فأنني اريدها !! ) . 

 





تعليقات

أحدث أقدم