حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية

مشاهدات



د.ضرغام الدباغ 

         

حصان طرواده (Trojan Horse) جزء من الميثولوجىا اليونانية التي عكست بشكل فني الأساطير الإغريقية ، وأخبارها، شعراً ونثراً، وموضوعات تسجيلية، ومن بينها حرب طرواده . التي  كانت مواقع حربية بين الطراوديين والاغريق استطالت لعشر سنين دون أن يتمكن كسبها أحد من الطرفين . وفيها واصل الاغريق حصارهم لمدينه طروادة مع وقوع المعارك بين الجيشين قتل فيها اللآف من الطرفين . وتوصل الاغريق لفكره تمكنهم من دخول المدينة المحصنة بقوة ،  بعد ذلك قام الإغريق ببناء حصان خشبى عملاق وأعلنوا أنه هدية إلى الإلهة مينيرفا Minerva .  لكنه كان بالحقيقة مملوءا بالمسلحين ، تظاهروا بعد إتمام بناء الهيكل الضخم، أن الجيش الاغريقي بصدد الأنسحاب وترك الحرب . انسحبوا  بعدها (ليلاً) من حصار المدينة بعد إنجاز إقامة الهيكل الخشبي الضخم ، ولكنهم  لم ينسحبوا في الواقع ، ولم يبتعدوا كثيراً، بل ظلوا كامنين في أرجاء المدينة / الحصنة ، وحين علم الطرادويين بانسحاب الاغريق، وتخليهم عن حصار المدينة ، اعتبروا ذلك ثمرة لصمودهم، لمدة عشر سنوات،  وحين وجدوا هيكلاَ ضخماً لحصان خشبي متروك ، اعتبروه من الغنائم وروج بعضهم أنها هديه من الآلهة التي وقفت لجانبهم. وقاموا بإدخال الحصان الخشبي إلى داخل أسوار المدينة، ولم يكونوا ليدركوا أن جوف الحصان الخشبي معبأ بمقاتلين نخبة أشداء من الجيش الاغريقي . 

 

وأحتفل الطرواديون وابتهجوا حتى ساعة متأخرة من المساء، باعتبارهم أحبطوا الحصار الاغريقي، وكسبوا الحرب ضد اليونانين بعد قتال عشر سنوات، ونجحت خطه القائد الاغريقي اوديسيوس، فحين استسلم الناس والحراس للنوم والراحة، وخففت الحراسات، هبط مقاتلو النخبة الأشداء من جوف الحصان الخشبي ، وتمكنوا من الأستيلاء على أسوار المدينة وفتحوا الأبواب لزملائهم من الجيش الاغريقي وأحتلوا المدينة ودمروها ،  وأدخلوا جيوشهم التي كانت تنتظر الإشارة على مقربة من المدينة  المقاتلين النخبة، وبهذه الخدعة التي أنطلت على الطرواديين الشجعان ، تمكن الإغريقيون من دخول  المدينة الحصينة ودمروها . ويعتبر حصان طروادة من أكبر الأحصنة الخشبية في التاريخ ويبلغ من الطول 108 متر والوزن 3 أطنان، ليكون أمتن حصان خشبي في العالم تم بناؤه تحت إشراف إبيوس في ثلاثة أيام . ومُلئ بالمحاربين الإغريق  بقيادة أوديسيوس، وتظاهر بقية الجيش بالأنسحاب بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام . وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات عدد من وجهاء البلدة ، وتم فحص الحصان ، بشكل سطحي ، ولم يعثروا على ما يثير الشبهات، وهنا أمر  الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير. وأقام الطرواديون الاحتفالات العظيمة بسبب انتهاء الحرب، متخلين عن حالة الاستنفار والحذر،  فبدأوا بإحتساء الخمر ويثملون، وعندما أتى الليل كان أهالي طروادة في حالة يرثى لها بسبب حالة السكر والانحلال الشديد التي سيطرت عليهم، خرج  عندها جنود النخبة الإغريق متسللين من جوف الحصان إلى داخل المدينة ، وتمكنوا من فتح بوابات المدينة من الداخل أمام الجيش الذي يكمن في مكان قريب من المدينة ولم يكن وضع السكان (بسبب حالة سكر) يتيح لهم إبداء المقاومة، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد. هذا ويعتبر حصان طروادة الحصان الخشبي التاريخي الأكبر، حيث يقدّر طوله بنحو مئة وثمانية أمتار، أما كتلته فتبلغ حوالي ثلاثة أطنان وزناً . 

 

مدينة طروادة مدينة طروادة هي مدينة على مقربة من بحر إيجة ، في الجزء الأوربي من تركيا اليوم، بالقرب من موقعة حربية تاريخة مهمة للغاية جرت أحداثها في الحرب العالمية الأولى، حين حاول الاسطول البريطاني والفرنسي الإنزال في منطقة جناق قلعة، القريبة من آثار وبقايا مدينة  طروادة التاريخية ، هذه المدينة التي ازدهرت هذه المدينة بأكثر من ألف عام،تعتبر حرب طروادة حرباً تاريخيّة هامّة إلى حدٍّ بعيد؛ إذ إنها خُلِّدت في كل من الأوديسة، وهوميروس الإلياذة، فقد تناولت هاتان الملحمتان بعض أحداث هذه الحرب العظيمة. نشبت حرب طروادة بين الإغريق وبين أهل مدينة طروادة بسبب اختطاف امرأة جميلة تدعى هيلين وهي ملكة إسبرطة على يد الأمير بارس من طروادة، إلّا أنّ هذه الفرضية لم تلاقِ القبول عند بعضهم كهيرودوت المؤرخ الإغريقي الذي استبعد أن تنشب حرب مدتها عشر سنوات بسبب امرأة جميلة . قد لا يكون حصان طروادة صُنع أو استـُعمل على الإطلاق. ولا توجد براهين تؤكد وجود ذلك الحصان باستثناء إشارات أدبية تم تدوينها بعد الحادثة بفترة طويلة. مدينة طروادة القديمة كانت تقع بالقرب من مضيق الدردنيل، وفى الخمسينيات من القرن الماضى تم بناء متحف يضم ضمن مقتنياته آثاراً للمدينة مع حصان خشبى فى حديقة المتحف يمثل حصان طروادة الأسطورى .

تعليقات

أحدث أقدم