اعتقلت يوما !!!

مشاهدات

 



علاء ال شبيب


قبل سبعة سنوات وانا عائد من عملي منتصف الليل وجدت الشرطة في انتظاري !! فقالوا لي : انت معتقل ونحن مكلفون بأخذك لمركز الشرطة حسب الأوامر المكلفين بها ، فقلت ماهو السبب ؟ فأجابوا : لاعتدائك على الشخص الفلاني قبل اسبوع بالضرب المبرح !! فأجبت : كانت حالة دفاع عن النفس ، فأجابوا نحن جهة منفذة فقط وقل ماعندك في مركز الشرطة فتفضل معنا .. 

فذهبت معهم ، عند الوصول : أخذوا كل مافي حوزتي بما فيها حتى ساعة اليد وعدوا امامي كل ما موجود في محفظتي ووضعوا كل شيء في كيس في خزانة خاصة وأخذوا افادتي الاولى وقالوا : ستبقى للصباح حتى وصول المحققة في قضيتك ، أخذني شرطي في منتهى الادب إلى إحدى الغرف الخاصة بالتوقيف حيث كان فيها سرير بمنتهى النظافة وتواليت وكرسي .. جلس الشرطي وقال لي : انا هنا معك لكي اطمأن انك نمت وسأنسحب بعدها وإذا لا تريدني فسأتركك واغلق الباب !! قلت له : لا اعتقد سأنام فلا اعرف النوم بسهولة عندما يتغير مكاني فأبقى معي وخلينا ندردش للصباح ، سألني هل تعشيت ؟ قلت له لا ، قال : لدينا ساندويشات ماذا تحب : قلت له : ساندوتش تونه مع الشاي فاتصل بجهازه وجائوا بالطلب ، فقال : هل لديك أدوية تحتاجها ؟ قلت : نعم ولكنها في البيت ، فقال : إذا أحببت فأننا ممكن أن نرسل في طلبها فقط قل لنا اين وضعت ادويتك ، فأجبت هي في المطبخ فوق الثلاجة فأتصل على الفور لجلبها ... 


وهنا بدأت الدردشة بيني وبينه حيث ابتدأت بالسؤال : هل انت متزوج ؟ هل لديك اطفال ؟ هل انت تحب عملك ومن هذا الكلام .. فعاد وسألني عن حياتي فقال لي : حسب معلوماتي انك كنت جنديا في الجيش العراقي احكيلي عن واحدة من ذكرياتك ، فأجبت : انت تعرف كنا في حالة حرب مع إيران وكل العراقيين خدموا للدفاع عن الوطن فقلت له : أنني كنت محظوظا فلم اخدم في جبهات القتال سوى سنة واحدة فقط وتم اعادتي للخلف واكملت خدمتي فرويت له قصتي كيف تهت في ارض الحرام بين القوات العراقية والإيرانية منتصف الليل وانا وسط حقول الألغام وحولي الذئاب تعوي وانا لا احمل السلاح وكيف نجوت !! فتحولت مواضيعنا فيما بعد بأن يحكي لي نكتة انكليزية واحكي له نكتة عراقية من العيار الثقيل فكان يختنق بالضحك ، وهكذا حتى الصباح فقال لي : المحققة وصلت وانا انتهى دوامي وعلي أن اوصلك لغرفتها لتنتهي مهمتي فأخذني لها : سلمت عليها وجلست فقال الشرطي للمحققة ( اول مرة أشعر بقصر وقت خفارتي .. هذا الرجل موسوعة معلومات وخبرة غير طبيعية ) فسلم علي وذهب ، استغرق التحقيق ساعتين بعد محاورة صعبة جدا وكنت مصرا أن الدفاع عن النفس حالة شرعية وانا كنت مضطرا لهذا الأمر الذي فرض علي . نظرت إلي فقالت : قررت إخلاء سبيلك وليس هناك أي قرار قانوني ضدك ولا اي تسجيل في سجلات الشرطة ضدك ، فقالت لي : هل تريد ان نوصلك للبيت ؟ قلت لا : لاني سأذهب مباشرة للعمل .. فقالت : كيف وانك لم تنام !! فقلت لها : هذا ماتعلمناه في الجيش العراقي سابقا لذلك انتصرنا !! حقيقة ياجماعة استفدت كثيرا من تلك الليلة لتضيف إلى خبرتي خبرة جديدة فشتان مابين شرطتنا العراقية البائسة وبين الشرطة الانكليزية الاحترافية وعليه سأكتب لاحقا عن ليلة في مركز شرطة في العراق .. والله يا اخواني لدينا كارثة في العراق وليس شرطة .


تعليقات

أحدث أقدم