الإنسّان مِن دُون الإخلاص تَمثيل وَمُجامَلّة ومُراءاة وَتِيهٌ وَوقاحَة وَمصالِح .!!

مشاهدات

د. سعد الدوري


لا (الإيمان) ولا (الإخوة) ولا (العُمُومَّة وَلا الخَوللّة) أو (الصَداقة) أو(الحُب) .. لَها مَعاني روحية وإنسانية مِن دُونَ الإخلاص .. كُلَّها تَبقىٰ تَسميات مِن أجلِّ الدَلالة لأمور وعِلاقات وَحَسب ..!!

 

أنَّ (الإخلاص) هو الذّي - عِندّ حالة (الإيمان) يَقُود العَبد إلىٰ الجنّة .. وَفي (الإخوة) إلىٰ الثَبات فِي التآزر والحَنانِ والتعاطف ، وبَين (العُمُومة والخُلولّة) إلىٰ التَفانِّي والتماسّك وعَدم قَطع الأرحام .. وفي (الصَداقة) إلىٰ الوفاء والتَضحيّة .. وعِندَّ (الحُب) إلىٰ الديمُومة والبَقاء .. وفي الوطن الىٰ الصدقِ في الوَلاء والتلاحم ..! 

 

هٰذه العبارات هي نَتيجة ما ثارَّ فِي أذهاننا مِن تَساؤل - كان فَحواه - لِماذا - أطلِّق الله سُبحانّهُ تعالىٰ - علىٰ (سُورة التَوحيد) إسمَّ - (الإخلاص) !!؟ وَكَم مِنا يَعِّي ويُدرِّك  دَلالة وأهمية وضُرورة وَجَوهرية (الإخلاص) .. فَوجَدنّا الجواب في كلام الله فِي القرآن ذاته - لَقد أرادَّ سُبحانّهُ تعالىٰ أنْ يُبيّن لَنا أنّ (الإخلاص) هُو (الجَوهَر والجَوهرة لِلمُسلِم الإنسان) - فأكدَّ مُذكُراً في قَولِه تعالىٰ - 

 

★ ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ ..!

★﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾

ثُمّ لِيُبينَّ سُبحانّهُ تعالىٰ للمُسلِم مَكانته ودَرجاته قال -

★﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي﴾ ..

(الإخلاص) - أجملُ ما يُمكِن أن يَكون .. فَما مِن إيمان أو عِلاقة إقدام أو عَون وَمُساعدة .. أو إنتماء أوَ نِضال أو كِفاح أو وطنية لها أن تُقاس بطولِِ أزمانِّها أو بِالمُعايشة والمُعاشَرّة .. إنما تُقاس (بالإخلاص ) مِن خلالِ ثِمار الإخلاص ذاته - التي لا تفسِّد ولا تَبطِل ولا تَسقط وتبقىٰ ناضِجة يانِعة .!! 

 

حتىٰ إطعام المساكين والمُتضررين وإعانة المظلومين  والصَدقة - لابُد لها أن تَقتَرِّن بالإخلاص - عَليه قال تعالىٰ لِيُنبهِنّا -

★﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسً قَمْطَرِيرًا﴾ ..

 

وقال أيضاً في كتابه الحكيم - 

★﴿الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ ..

مِن هُنا - مَنْ يَمتلك الإخلاص عند الإسلام - يَمتلِك مِفتاح التَقوىٰ ومَنزِلة المؤمنين والمُحسنِين والمُجاهدين حيثُ هُما مِن الدرجات العُليا للإسلام .. (الإخلاص) - طلحٌ مَنضِّود كَهيل لأعمال العَبد المُسلم وَبرمجة حَياة أي إنسان مِن - أسفَلهُ لِفوقه - ومُن بِاطنه لِظاهره ..! المُسلِم الإنسان بِدُون الإخلاص - (مُراءاة) وَتِيهٌ وتَمثيلٌ وَ وقاحَة - يؤدىٰ بِه إلىٰ الإنحراف نحو الشِرك في إسلامِه .. وَفُقدان (الإخلاص) عِند (الإخوة) يَقُود إلىٰ الحَسَّد والغيرّة  وغَدرِّ (قارون) .. وَضياعه عِند (صِلة الرَحم) - يؤدي إلىٰ الفُسق والفَساد - كما بينً الله تَعالىٰ في قوله الحَكيم - 

 

﴿فهل عَسيتُم إن تَوليتُم أنْ تُفسِدُوا في الأرض وتَقطعُوا أرحامكم ﴾ .!! و(الصَداقة) بِدون الإخلاص تؤدي إلىٰ الخِيانة .. وفي (الحُب) إلىٰ الفِراق وَالإنتهاء ..!! وضياعهُ عِند شَعب أو أُمة - يَقُود إلىٰ الإختلال في الوطنية والتَخُاذّل المُبطن .. ويبلغُ خطراً يُهدد هَوية وَوُجُود الوطن ..!!  وإستناداً علىٰ هٰذا المِنظور في (الإخلاص) - يُمكن أن نُدرِّك ما يَحصَل مِن مَساويء وإنحلال في زَماننا هٰذا - فأنظُر حال العِراق والأمة في زَمان (الشُيعوية) -  وما حَلَّ في دُول ومُجتمعات العَرب والمُسلِمين - كأجلىٰ مِثال -  بِفضلِّ تَولِي (آل شُعيشع) مَقالِيد التَمكُن والتَسلط والتَنفُذ والحُرية اللأخلاقية في كُلّ ما يُشيعونهُ ويبيحونهُ مَعَ (الروم) ..!! حيثُ يبدو وكأنَّ الإخلاص أوشكَ أنْ يَنقرِض .. وعلىٰ وَجه الخُصوص في حَالة الإيمان .. فَزاد الإنحراف عَن الإسلام .. حتىٰ بَلغ الشِرك بِالله أشدّه ..  وبالوالدين نَهرّا ... وبالأخلاق والقِيّم فَتكّا.. والحَياءُ صارَّ نُدرا ..وشَاعَ الغَدر والقَتل .. ومَالَا أن يُطَغا بَين الأهل والإخوة ويُؤلَفا في حِكايات وأحاديث الناس ..!! وَطَشَّ الفُسق والفَساد والخِيانة .. 

 

وَغَدا الحَال فَوق كَل هٰذا وذٰاك .. مَع شَكاء "أعضاء" عَديدة مٌن "جَسدِّ الأمة".. وشَكاءِها .. وَتَعالي صَرخات النساء والشيوخ والأطفال والصُبيان والبنات تَستَنجِد مِن المَوت والألم  .. ما مِن أحد يتداعىٰ بِالسَهرِّ والحُمىٰ" كما تَتداعىٰ الأعضاء في الجَسد الواحد .. فَقط صارَ التَداعي بِمنشورات مِن أجلِّ نيلِّ(الإعجاب) ..لأنّ (جَسّد الأمة)قَد خَلّت مِن"المناعة وَفَرغت القلُوب مِن حَقيقٌ (الإخلاص) .. حيثُ هو لاغَيّر فقط "المناعة" ..!! والدَليل ها هُو - حَيثُ المَلايين تتباكىٰ ، وهي تُشاهد ماهُو قائم مِن مَصائب وَحشيّة في (غَزّة فلسطين) .. تُسفك فِيها الدماء علىٰ مَدىٰ الأميال .. علىٰ أيادِّي الصَهاينة .. فَلا مِن ثوار يَنتفِضُون كرجل واحد ضِدّ الحُكام المُندَّمِلون بِقيحِّ (الأسرَلَّة) الذينّ لا يَصِحُّ تَسميتهِّم إلا "بإسرائيلو العرب" .!!

تعليقات

أحدث أقدم